عكس المعتاد، جاءت بداية عام 2015 غير مبشّرة للعاملين في سوق الفضائيات المصرية بالنظر إلى ما جرى مع الإعلاميين رولا خرسا ومعتز الدمرداش وفريق برنامج «عز الشباب». فيما لا تزال الأزمة المالية التي تعانيها الفضائيات المصرية تخيم على أجواء مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة (الأخبار27/12/2014)، حملت الأيام الأولى من العام الجديد سلسلة من الأخبار التي تؤكد أن تلك الحالة قد تستمر لفترة غير قصيرة. البداية جاءت مع بيان أصدرته قناة «صدى البلد» يؤكد أنّ الإعلامية رولا خرسا قررت إنهاء تعاقدها مع القناة بشكل ودي عقب تعثر جهود إعادة إطلاق برنامجها «البلد اليوم مجدداً».

وعلى مدى ثلاث أشهر، كان البرنامج قد توقف احتجاجاً على قيام الإعلامي أحمد موسى بمد ساعات برنامجه «على مسؤوليتي» والاستحواذ على كثير من وقت برنامج «البلد اليوم». وكلاهما يبث على شاشة قناة «صدى البلد 1». يومها، قررت خرسا تجميد برنامجها احتجاجاً على تصرفات المذيع الأقوى في الشبكة بحكم علاقاته الوثيقة بنظام مبارك المنتمي إليه محمد أبو العينين مالك «صدى البلد». لكن القناة وعدتها بإعادة إطلاق «البلد اليوم» مرة أخرى على قناة «صدى البلد 2». غير أن العام انتهى من دون أن يتحقق ذلك، فاختارت رولا خرسا فك الارتباط مع الشبكة التي كانت هي نجمتها الأولى قبل انتقال أحمد موسى لها في نيسان (أبريل) من العام الماضي.
تركز قناة «الحياة» على
البرامج الترفيهية

على خط مواز، اضطر الإعلامي معتز الدمرداش يوم السبت الماضي لتحرير محضر رسمي في قسم شرطة مدينة 6 أكتوبر ضد إدارة شبكة تلفزيون «الحياة».
جاء ذلك بعد ذهابه إلى الاستديو لتقديم أولى حلقات برنامجه «مصر الجديدة» في العام الجديد، لكنه فوجئ بعرض فيلم سينمائي بدلاً من البرنامج. واكتشف أنّ البرنامج كله قد توقف رغم عدم انتهاء العقد المبرم بين الطرفين. وتردد في الكواليس أن إدارة القناة ضغطت على الدمرداش من أجل خفض الميزانية مقابل استمرار البرنامج. لكن الإعلامي المعروف رفض ذلك، فقامت القناة بوأد البرنامج من دون أي تمهيد رغم أن الدمرداش رفض في وقت سابق عرضاً للإنتقال إلى قناة «إم. بي. سي مصر» احتراماً لتعاقده مع «الحياة». والأخيرة قررت على ما يبدو الاهتمام بالبرامج الترفيهية على حساب برامج الـ «توك شو». إذ كان «مصر الجديدة» برنامج الـ «توك شو» الرئيسي على قناة «الحياة 2» أو «الحياة الموف» كما يسميها المشاهدون. وبعد واقعة معتز الدمرداش بأقل من 24 ساعة، تلقى العاملون في برنامج «عز الشباب» صدمة مماثلة. إذ قررت إدارة شبكة «روتانا» هدم ديكور البرنامج من دون إخبار العاملين ووقف الحلقات التي كانت تنتج بواسطة منتج منفذ. ورغم عدم تحقيق القناة نفسها انتشاراً جماهيرياً، إلا أنّ برنامج «عز الشباب» تمتع خلال السنوات الثلاث الأخيرة بمساحة تأثير واضحة كونه الوحيد الذي كان يصنف جمهوره بحسب السن أياً كانت مجالاته.
وباختفائه عن الشاشة، لم يعد للشباب برنامج آخر يمكن أن يعرضوا من خلاله مواهبهم وأفكارهم. عليهم أن ينتظروا حتى تنتهي أزمات الإعلام الاقتصادية التي لا يعلم أحد الآن متى تنتهي فعلاً.