محمد عبد الرحمنلم يلتفت النقّاد والصحافيون الذين أعلنوا تعاطفهم مع منى زكي إلى أنّ النجمة المحبوبة هي المسؤولة الأولى عن الهجوم الذي تعرّضت له على المواقع الإلكترونية. رغم قساوة الهجوم الذي طالها إثر ظهورها في الإعلان الترويجي لفيلم «إحكي يا شهرزاد» في مشاهد حميمة مع حسن الرداد (يؤدّي دور زوجها)، فإنّ زكي ومعها جيل كامل من الممثلين الجدد الذين ظهروا مع محمد هنيدي منذ 1998، أسهموا في صناعة وهم «السينما النظيفة». وقد تحوّل هذا التعبير تدريجاً إلى نوع من الفيروس يظهر دوريّاً ليهاجم كل مَن يحاول تقديم سينما لا تخضع للرقابة المسبقة. هذا الهجوم الذي كان يقوده فنانون فضلوا مجاراة العائلة المصرية المحافظة من دون التفكير في السينما كفنّ أو حتى مستواه. هكذا، أعلن هؤلاء أنّ القُبَل باتت محرّمة مهما كان مبرّرها الفنّي. وكلّما ظهرت ممثّلة بالمايوه مثل داليا البحيري أو جاءت فنانة من الخارج لا تعرف قواعد اللعبة المصرية مثل الممثلة التونسية هند صبري، ينشط الفيروس بقوّة ليجبر كل فاقدي المناعة على اكتسابها والدخول في حظيرة «السينما النظيفة» التي أقامت فيها مني زكي طويلاً.
تفادت إذاً منى زكي الظهور في مشاهد حميمة، وكانت لحظات الحبّ تنتهي قبل القبلة أو بعدها بلحظات وهي مشاهد نادرة في كل الأحوال، وخصوصاً أنّها لم تظهر في دور الزوجة إلا مرة واحدة في فيلم «سهر الليالي».
وفيما كانت حنان ترك تحاول الإفلات من هذه القيود، ومعها حلا شيحا ثم منة شلبي وهند صبري، حاصر الفيروس الجميع ووصلت درجة خطورته إلى حد ارتداء حنان الحجاب وحلا النقاب، هرباً من المجتمع المتناقض والسينما ذات المعايير المتعددة. وتدريجاً، لم يعد لدى هند ومنة القدرة نفسها على المقاومة، لكنّهما في الوقت نفسه حققتا خطوات سينمائية لافتة جعلت عرش منى زكي يتأرجح باستمرار في السنوات الأربع الأخيرة. هكذا، غابت السندريلا الجديدة عن شاشة السينما قرابة عامين، أعادت فيهما حسابات كثيرة على ما يبدو، فقبلت بمغامرة «إحكي يا شهرزاد» الذي يجمع الكاتب وحيد حامد والمخرج يسري نصر الله للمرة الأولى. ولم يكن هناك مفرّ من قبول المشهد الحميم مع زوجها في الفيلم. مع مخرج مثل يسري نصر الله، لا مجال للاستسلام لوهم السينما النظيفة. وكانت زكي تحتاج إلى العودة بقوة ومن دون شروط. لكنّ عبدة الوهم لم يقبلوا أن تنقلب عليهم نجمتهم المحبوبة، فتركوا الفيلم الذي يناقش قضايا اجتماعية شديدة الأهمية، وركّزوا على لحظات الإعلان التلفزيوني. ومع ردود الفعل المنتقدة للمشاهد الحميمة، بدأت محاولات الدفاع بحذف تلك اللحظات من الإعلان وبإقامة عرض للنقاد في «استديو مصر» الأربعاء الماضي.
أما العرض التجاري فيبدأ بعد غد الأربعاء في القاهرة. على أن يقام غداً الثلاثاء عرض جماهيري سيبحث فيه الصحافيون عن أحمد حلمي زوج زكي لأنّ حضوره سيدحض شائعات الانفصال على خلفيّة أزمة شهرزاد وفيروس «السينما النظيفة».