strong>محمد عبد الرحمنفي كل المؤتمرات الصحافية التي تسبق انطلاق تصوير أفلام عادل إمام، لا يتناول النجم المخضرم تفاصيل الفيلم إلا في سطرين. لم يختلف الوضع في المؤتمر المخصّص للإعلان عن «بوبوس». إذ قال إمام إنّه يتناول عالم رجال الأعمال المتعثر بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. هكذا، انتهى المؤتمر وانتظر الجميع يوم الأربعاء الماضي لفهم الطريقة التي سيعبّر فيها «الزعيم» ومعه مؤلفه المفضّل في السنوات الخمس الأخيرة يوسف معاطي عن تلك القضية.
بهذه الطريقة، ينجح إمام دائماً في تشغيل مخيّلة الجميع وتبدأ علامات الاستفهام بالظهور بشأن طريقة معالجة القضية. لكنّ الإجابة تأتي غالباً عكس كلّ التوقعات. باستثناء «حسن ومرقص»، فإنّ إمام يقدّم في الآونة الأخيرة أعمالاً تلعب على المضمون من وجهة نظره الشخصية. بل إنّه استعاد في «بوبوس» مشاهد منقولة حرفياً من فيلمه الشهير «بخيت وعديلة ــــ الجزء الأول»، مع استبدال شيرين بالفنانة يسرا. يصرّ إذاً الزعيم على تكرار شخصياته وضحكاته ــــ معظمها ينطلق من مضمون جنسي ــــ لكن مع الإيحاء بأنّ الفيلم يتناول قضية جادة وأن مَن ينتقده يستهدف إمام لا الشريط. لكن رغم وفاء جمهور «الزعيم» له منذ ثلاثين عاماً، فإنّ الأزمة تكمن في ابتعاده الدائم، منذ انفصاله عن وحيد حامد وشريف عرفة، عن استغلال حبّ الجمهور له لتقديم قضايا حقيقية مغلَّفة بالكوميديا.
صحيح أنّ الجنس يسيطر على ضحكات عادل إمام منذ زمن بعيد، لكنّه لم يكن أبداً بتلك الصورة التي ظهر بها في «بوبوس». إذ طغت التعابير الجنسية المباشرة على أكثر من 90 في المئة من ضحكات الزعيم. حتى عندما أراد التعبير عن الفساد الاقتصادي، استخدم الفياغرا، فأخلى ضابط شرطة سبيله لأنّه يحمل علبة من المقوي الجنسي، وهو دلالة على أنّه من الأرستقراطيين. ثم عاد إلى الحبة الزرقاء مرةً ثانيةً عندما استخدمها لإلهاء أسرة كاملة حتى يستمتع بلحظات حميمة مع يسرا، مؤكداً أنّ المنزل الذي كان فيه، يحتاج إلى مصنع فياغرا. وباحتساب عدد الدقائق التي استغرقتها تلك المشاهد، بالإضافة إلى ثلاث معارك مع يسرا انتهت بحملها على كتفيه، لن يبقى من قصة الفيلم الرئيسة سوى نصف الأحداث فقط. وقد تألق خلالها أشرف عبد الباقي في شخصية الشاب المعدم الذي يعمل خادماً لدى يسرا ويمثّل الشعب المطحون بسبب فساد رجال الأعمال. وهو الفساد الذي لم تنجح السينما المصرية في مواجهته بعد، ربما لأنّ «زعيمها» لا يزال مهتماً بنكات الفياغرا.


مضمون فارغ