خلال حفلتها «أعرف بلاداً» في «قصر الأونيسكو»، ستقدّم باقة من أغانيها القديمة من ألحان مرسيل خليفة وبعضاً من جديدها

بشير صفير
مساء السبت المقبل، وبدعوة من «نادي أصدقاء صوت الشعب»، تطلّ الفنانة أميمة الخليل في «قصر الأونيسكو» على جمهور رافقها منذ كانت تلك الفتاة الصغيرة الثورية التي احتضنها مرسيل خليفة. وإلى هذه الشريحة ينضم الجيل الجديد الذي قدَّمت إليه أميمة لاحقاً، في جزء من إنتاجها، ما يناسب بيئته الحديثة. منذ عشرة أعوام، شرعت الفنانة الشابة في مشروع غنائيّ خاص، مستقل عن مرسيل خليفة الذي قدّمها أواخر السبعينيات من خلال فرقة «الميادين». هذه الاستقلالية ولَّدت لدى الجمهور إحساساً بأن ثمة تغيُّرات طرأت على شخصية أميمة، فانعكست على همّها الإنساني والنضالي، وذلك نتيجة إعادة نظر في الخط القديم. لكنّ أميمة أثبتت أنَّ جديدها هو إضافة إلى قناعاتها تجاه القضايا الوطنية والاجتماعية الكبرى. إذ إنّ شروعها بتجربة جديدة أتى بموازاة العلاقة مع مرسيل خليفة، وبقيت تؤدّي دورها كعنصر أساسي في حفلاته الغنائية. يمكن الاستنتاج أن ما قامت به أميمة ــــ التي يرتكز فنُّها على الغناء أولاً وأخيراً ــــ هو، في الأساس، نتيجة اتجاه خليفة نحو مشروعٍ موسيقي ضاقَ فيه هامش الأغنية الشعبية البسيطة والمباشرة، لمصلحة التعبير الآلاتي المُجرَّد (أقلّه في الشكل).
في ألبومها غير المُعنوَن (الأول في مشروع الحلَّة الجديدة، والثاني في مسيرتها بعد «خليني غنيلك» / 1994) الذي صدر عام 2000، لم تُسقِط أميمة هويتها القديمة، بل أضافت إليها التفاتات إلى مواضيع اجتماعية شعبية من حياتنا اليومية المعاصرة، وكذلك أتت الموسيقى التي ترافق النصوص. وأخيراً جاء «يا...» (2005) ألبومها الثالث، والأحدث حتّى الآن، ليكرّس مشروعها المستقل... علماً أن بعض النقاد والمستمعين أخذ عليها غوصها في الموجة الحديثة عبر إقحام الـ«تِكنو» العربي، ولو بجرعة محدودة. من جهة ثانية، لم تغِب أميمة عن الحدث المحليّ والإقليميّ، مثل مشاركتها في الحفلة التي أقامتها جمعية «خلص» ضمن الحملة الداعية إلى إنهاء الأزمة السياسية عندما قارَب التشنج الانفجار منذ حوالى سنتين. وكذلك إقامتها حفلة في «مسرح البلد» (عمان ــــ الأردن) إبّان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة.
حفلة الأونيسكو المرتقبة تحمل عنوان «أعرف بلاداً». إنها قصيدة لزاهي وهبي لحَّنها هاني سبليني، زوج أميمة وشريكها الفني الأساسي منذ عشر سنوات. وهي من الأعمال الجديدة التي يحتويها البرنامج. كما ستؤدي أميمة مجموعة من أعمال خليفة، مثل «شوارع بيروت» (كلمات بطرس روحانا) و«وقلت بكتبلك» (كلمات محمد العبد الله) و«عصفور» (كلمات نبيل هادي)، و«لبسوا الكفافي» (كلمات طلال حيدر). ومن ألبومَيْها الأخيرين، اختارت أعمالاً من ألحان هاني سبليني، مثل «إيام»، «قلبي العطشان» و«يا سيدي» (كلمات نزار الهندي)، إضافة إلى «إلى آخره» (ألحان عبود السعدي وكلمات محمد العبد الله). وطعَّمت برنامجها بكلاسيكيات شعبية عربية وتراثية، مثل «الحلوة دي» (ألحان الشيخ سيِّد درويش وكلمات بديع خيري) و«قلّ للمليحة» (من التراث العراقي)...
أما الفرقة الموسيقية التي ترافق أميمة في «أعرف بلاداً»، فتضم عبود السعدي (باص)، وسمير سبليني (ناي)، وتوم هورنيغ (ساكسوفون)، وحسين خليل (عود)، وعلي الخطيب (رقّ)، وخالد ياسين (إيقاعات) وهاني سبليني (قيادة الفرقة وبيانو).
في الختام، لا بدّ من الإشارة إلى إنجازات القيِّمين على «نادي أصدقاء صوت الشعب» الذين يسخّرون وقتهم وجهدهم لإنجاز نشاطات فنية تهدف إلى تأمين فسحة تعبير لفنانين لا يدخلون ضمن أولويات وسائل الإعلام التجارية. النادي يسهم بأنشطته أيضاً في تقديم بديل فنيّ جادّ للجمهور، وهو يتطلّع إلى دعم إذاعة «صوت الشعب» كي تواصل تجربتها الفريدة في الإعلام اللبناني البديل.


8:00 مساء السبت 27 حزيران (يونيو) ــــ «قصر الأونيسكو»، بيروت ــــ للاستعلام: 01/307292