محمد عبد الرحمنقبل شهور، أقيم مؤتمر للإعلان عن مشروع مسلسل يروي سيرة الرئيس المصري أنور السادات. حينها، أعلن مؤلفه أنيس الدغيدي أنّ نيكولاس كيدج سيؤدّي بطولته! ولأنّ «الكلام ببلاش» وقعت الضجة وانتهت دون أن يهتم أحد بمعرفة مصير المشروع، كأنّ لتلك الضجة أهدافاً غير معلنة. هذا النموذج ينطبق بشكل ما على مشروع مسلسل يتناول سيرة النّبي محمد. قد تكون النوايا صادقة تجاه المشروع الجديد، لكن هل بالنوايا فقط نصنع مسلسلاً تبلغ كلفته 13 مليون دولار؟ فيما المؤتمر الصحافي الأول الذي أقيم أمس للإعلان عنه مرّ بهدوء وبحضور عدد قليل من الصحافيين رغم إقامته داخل نقابتهم في القاهرة ومن دون تحديد اسم المخرج والمنتج. المشروع حلم شخصي لسمير الجمل الذي ينتمي إلى قائمة محدودة من النقاد المصريين أصحاب الوازع الأخلاقي في التعامل مع الأعمال الفنية. الجمل أعلن مراراً عن مشروع مسلسل يروي سيرة الإسلام بشكل معاصر، ويعيد إلى الأعمال الدينية الدرامية بريقها الضائع. ومع قرب انتهاء كتابة الحلقات، دعا الجمل إلى المؤتمر بحضور رئيس اتحاد المنتجين العرب إبراهيم أبو ذكرى والفنانين فراس إبراهيم وطارق دسوقي. فيما غاب محمود ياسين وتوفيق عبد الحميد بعدما كان قد أُعلن عن حضورهما. هكذا، صرّح الحاضرون أنّ 20 ممثلاً وممثلة مرشحون للأدوار الرئيسة من دول عربية عدة، وأنّ التصوير سيجري في دول عدة أيضاً. إذ تبدأ القصة في لندن مع شابة مسيحية تقرّر تأليف كتاب عن الإسلام. ومن خلال حواراتها مع المسلمين هناك، تعود إلى نشأة الإسلام وبزوغ فجر الرسالة على يد الرسول، لتربط بين التاريخ والحاضر وتفسّر معاناة المسلمين حالياً من نظرة الغرب و«الدور الفاسد لأمثال سلمان رشدي وتسليمة نصرين المحسوبين ظلماً على الإسلام» حسب المؤلف.
تلك هي الحكاية، لكنّ قصة بهذا الحجم لن تبصر النور من دون ميزانية تقلّ عن 13 مليون دولار حسب تأكيد الحاضرين. كيف ستُدبّر الأموال؟ الاقتراح المفاجأة جاء من أبو ذكرى الذي طالب باكتتاب عام بين المسلمين لتمويل المسلسل. لكن كيف سيُنفّذ إذا كان المؤتمر نفسه عانى من غياب اهتمام الصحافيين؟ هل سيهتم المسلمون كلّهم بمشروع سيخصّص دخله، إذا نُفِّذ، لصندوق خدمة الأعمال الفنية التي تنشر قيم التسامح؟
بالتالي، يمكن اعتبار المؤتمر خطوة أولى تهدف إلى جذب اهتمام مَن قد يشارك في تمويل مشروع ما زال من دون مخرج مع طرح أسماء شوقي الماجري ونجدة أنزور، وهو ما يتكرر بالطبع مع الفنانين الذين ذكر المؤلف أسماءهم مثل أحمد السقا ومحمد رجب ونور الشريف ومحمود ياسين وجمال سليمان وسلاف فواخرجي وسعاد عبد الله ومحمد المنصور. بالطبع كل هؤلاء سيرحبون بالمشاركة في عمل بهذا الحجم، لكن تلك المشاركة لن تحصل إلا إذا نجحت فكرة مساهمة المسلمين في التمويل ليكون أول مشروع تتفق عليه أمّة محمد بالفعل... إذا اتّفقوا!