◄ مَسِّي هو رجل من الصحراء، أراد تسمية ابنه يورجن أي البطل الكبير، لكنَّ موظف دائرة السّجل المدني رفض تسجيل شهادة الميلاد لأن اسماً غريباً كهذا قد يشكّل خطراً على سيادة الدولة. في رواياته «من أنت أيّها الملاك؟» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) يكتب إبراهيم الكوني علاقة الصحراء بالسلطة التي تمثلها دائرة السجل المدني. في كتابة الروائي الليبي، تتحوّل معركة الحصول على اسم إلى معركة حياة تطال مستقبل الابن بأكمله. إنَّه سؤال الهويّة الضائعة أو المتنازع عليها، بين الأصل ومقتضيات الحياة المدينية، ذلك الغول الذي يجتاح حتّى رمال الصحراء.
◄ انطلاقاً من إدراكها لعمق الإبداع وقوة الصنعة البيانية لدى شعراء الخمرة، قدّمت الباحثة رجاء أحمد صادق في كتابها «الخمريّات في العصر الأموي» (مؤسسة الانتشار العربي)، مراجعة أكاديميّة عميقة لعلاقة الخمرة بالشعر من العصر الجاهلي، مروراً بالإسلام وصولاً إلى أسباب ازدهارها في العصر الأموي.

◄ في «مرثيّة طائر القطا» (دار نلسن) يوشوشنا فؤاد رفقة بـ«أصوات مزمنة، مرةً كالهمس مرة كالرنين». الشاعر «الخافت الذي يعيش في الظلّ» أحد روّاد مجلّة «شعر»، يخترع هنا معادلات جديدة للحبّ تارةً بالفصحى وطوراً بالمحكي: «... اللي بيحبّ ما بيحكي عن الحبّ». يقصّ علينا رفقة حكايات الكرز والثلج والفراش والحقيقة والبحر والمرأة والظلال الهائمة والجنون والكوابيس، في لغة تفيض منها الصورة بكل المعنى الشعري للكلمة.

◄ مقولة الفيلسوف الإسباني ميغل دي أونامونو التي يرى فيها أنّ «الحبّ أنانية متبادلة، كلا المحبين يسعى الى امتلاك الآخر وبذلك هما طاغيتان وعبدان»، فتحت الباب لعلي خيّون ليكتب روايته «رماد الحبّ» (الآداب). رواية تحكي الحب في زمن الحرب، في بعد فلسفي حول ثنائية العبد ـــــ السيّد، وهي الثامنة في مسيرة الروائي العراقي، بعد 8 مجموعات قصصية وسبع روايات.

◄ أصول الإسلام في خطوطها العريضة، وتكوّنه كما يظهر في نصوص التاريخ الإسلاميّة أو الأجنبيّة، يطرحها ألفريد لويس دي بريمار في «تأسيس الإسلام ـــــ بين الكتاب والتاريخ» («دار الساقي» و«رابطة العقلانيين العرب»؛ ترجمة عيسى محاسبي ومراجعة مروان الداية). الباحث الفرنسي الذي توفي عام 2006، يقدّم هنا قراءة مزدوجة عن الإسلام الأوّل من داخله وخارجه معتمداً على النقوش والوثائق المبكرة المكتوبة بالعربية والسريانية واليونانيّة.

◄ قراءة «سقط الأزرق من السماء» (الكوكب ـــــ الريّس) لمنذر بدر حلّوم، ستكون مقلقة، وعرة، فيها شيء من الكدر والقسوة. باكورة الكاتب السوري تروي المصائر «غير الإنسانيّة» لأبطالها، حيث تندرج أحداثها في خانة ما يجب أن يطمر وينسى. بعد تجربة الترجمة من الروسيّة إلى المكتبة العربيّة، يستفزّ الكاتب في نصّه الروائي الأوّل هذا كلّ ما لدى قارئه من طاقة على العدالة والمسامحة والإنسانيّة.