محمد عبد الرحمنلا يختلف اثنان على أنّ الدراما التلفزيونية طغت على الساحة الفنية في مصر. وقد أدّى ذلك إلى عودة نجوم السينما إلى الشاشة الصغيرة من دون البقاء في هذه الساحة طويلاً. انطلاقاً من هذه المعادلة، عاد أحمد عزّ إلى التلفزيون بطلاً مطلقاً بعد ست سنوات من آخر ظهور له في مسلسل «ملك روحي» أمام يسرا. وطبعاً أحمد عزّ ليس وحيداً. إذ فعل شريف منير الأمر نفسه العام الماضي في «قلب ميت»، وتكرّر مع هند صبري في«بعد الفراق». وهذا العام، يبدو الوضع مشابهاً. ها هي منة شلبي تصوّر «حرب الجواسيس» بينما انتهى محمد رجب من تصوير «أدهم الشرقاوي»، بالتزامن مع انطلاق تصوير مسلسل «الأدهم» الذي يلعب فيه دور البطولة أحمد عزّ. لكنّ التشابه في اسمَي المسلسلَين، لا ينعكس تشابهاً في مضمون النصّ. أقلّه هذا ما يؤكّده عزّ رافضاً تغيير عنوان العمل قائلاً إنّ ««الأدهم» هو الاسم المناسب للعمل». وقد كتب نصّ المسلسل محمود البزاوي ويخرجه محمد النجار. وتدور الأحداث حول شاب مصري يدعى أدهم طاحون يحاول مساعدة أسرته اقتصادياً من خلال العمل في محل بقالة، لكنه يفشل في التصدي لصعوبات الحياة. هكذا، يجد أنّ الحل الوحيد لأزماته الشخصية والاجتماعية يكمن عبر في السفر إلى الخارج حتى لو بطريقة غير مشروعة، وهو ما يعكس طريقة تفكير آلاف الشباب المصريين في السنوات الأخيرة. لكن محاولة أدهم تنجح ويكمل المغامرة ليكتشف عالماً آخر يجعله يتعرف عن قرب إلى الأسباب التي أدت إلى وصول البلد التي جاء منها إلى ما وصلت إليه.
وقبل تصوير أول مشاهد المسلسل، أكّد عز أن هذه التجربة التلفزيونية ستبقى يتيمة حالياً لأنّه ممثّل سينمائي في الأساس ولا يجوز أن يكون كل عام على المائدة الرمضانية. وأضاف أنّ النصّ المميز للبزاوي ــــ وهو ممثل كوميدي معروف ــــ كان عاملاً أساسياً في قبوله الدور. وكان البزاوي قد كتب له العام الماضي المسلسل الإذاعي «السندباد عما». وبعد انتهاء تصوير «الأدهم»، يعود الممثل الوسيم إلى مشاريعه السينمائية، وخصوصاً بعد ترحيب الجمهور والنقاد بآخر أفلامه «بدل فاقد».
ويشارك في بطولة «الأدهم»، إلى جانب عزّ، الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور في أول ظهور لها في الدراما المصرية، حيث تجسد شخصية نادين فتاة لبنانية مقيمة في أوروبا، تلتقي بالبطل وتساعده على الصمود في الغربة. إضافة إلى إيمان العاصي وصلاح عبد الله ونهال عنبر ورشوان توفيق ومحمد لطفي.
ويُنتظر أن يسافر فريق العمل خلال أيام إلى إحدى دول شرق أوروبا لتصوير المشاهد الخارجية. وقد تأجّل السفر أكثر من مرة بسبب عمليّة التأكّد من نسبة انتشار «إنفلونزا الخنازير» في تلك المنطقة.
وكان «الأدهم» قد منع أحمد عز من حضور أي احتفالات إعلامية وصحافية بفيلمه الجديد، إذ اضطر للاعتذار عن كل الدعوات الخاصة لأن تصوير المسلسل بدأ قبل عرض الفيلم ولم يكن ممكناً الحصول على أية إجازات.