تحوّل الرسم الساخر لصحيفة "شارلي ايبدو" الذي يجسّد "الخليفة" أبو بكر البغدادي الذي نُشر قبل الاعتداء، الى أيقونة مثلت مساحة للتضامن مع الصحيفة وحرية الرأي والتعبير. الفضاء الافتراضي أكان على فايسبوك أو تويتر وحد جميع الجنسيات والأعراق في الخطوة التضامنية مع الصحيفة الساخرة بوجه الإرهاب والترهيب. الناشطون جميعاً حددوا قبلتهم أمس بالدخول الى صفحات الجريدة على السوشال ميديا والتعليق على الصورة المذكورة للبغدادي.
صورة الرسم المذكور على صفحة "شارلي ايبدو" على فايسبوك انهالت عليها التعليقات وتناقلها الاف من الناشطين على تويتر، وأعاد تغريدها الآلاف ونالت نصيباً وافياً من التعليقات المتضامنة. باللغتين الفرنسية والإنكليزية، قدم الناشطون العزاء لعائلات الضحايا وأعلنوا وقوفهم الواضح مع حرية الصحافة والتعبير. التعليقات تفاوتت بين متضامن ومعلق على خلفية الحادث الإرهابي. بالطبع حضر موضوع الإسلاميين والإسلام وضرورة التفرقة بين المتشددين "الذين يقتلون باسم الدين" والدين الإسلامي. وكان لافتاً حضور من جديد فكرة "الإسلاموفوبيا" وماذا سيحل بالمسلمين والمهاجرين في فرنسا بعد هذا الاعتداء. وفي هذا الإطار، برز على سبيل المثال تعليق لإحداهن تقول ”أنا مسلمة وأعلن تضامني الكامل مع شارلي إيبدو". المساحة الافتراضية التي انقسمت بين العزاء والتأسي، والتضامن حملت نفساً بضرورة الاستمرارية برغم الخسارة الكبيرة في صفوف طاقم الصحيفة الفرنسية. فقد علق أحد النشطاء بالفرنسية قائلاً :”البرابرة يضربون من جديد، علينا متابعة قضيتنا في سبيل حرية التعبير".
وفي خضم هذه الحركة التضامنية الافتراضية، أعادت قناة "فرانس 24” الفرنسية الناطقة بالعربية إعادة نشر كاريكاتور سابق للصحيفة الساخرة يمثل إرهابياً يتوعد بتفجير كمعايدة برأس السنة، وهذا ما حدث على ارض الواقع وتجسد الرسم الساخر دماء أودت بحياة أبرياء .
ومع تقدم ساعات المساء، برز هاشتاغ "#charlieHebdo” ليمثل بدوره محطة لاستذكار الضحايا عبر نشر صورهم واقتباس أبرز أقوالهم ومواقفهم، كما برزت دعوة الى التضامن الافتراضي عبر تغيير صور "البروفايل" الخاص بكل ناشط لتتحول الى مساحة باللون الأسود عليها عبارة :”je suis Charlie” (أنا شارلي) .