حازم سليمانلا أدري كيف وصل العزيز حسين إلى أنّ الكتابات الجديدة تخلصت من «الشروط الواقعية والسياسة والنصية المسبقة». كلامه لا يخلو من تحيُّز وعدائية «حزبية» لجيل أدبي ذنبه أنّه كتب في مناخ عام ارتبطت فيه الكتابة بالمعتقد السياسي والإيديولوجي. والمخيف أن نكرّس تجارب لا هي قادرة على التجديد الحقيقي، ولا هي أيديولوجية. ولعل هذا يحيلنا على الخيار الذي وضعه الزميل زياد عبد الله في مقاله «بين الرداءة والايديولوجيا» (6 أيار/ مايو). نريد للرواية السورية الجديدة أن تنضج بهدوء وفق مشروع أدبي متكامل من دون حرّاس وشلليات وأستذة، وإلا فسيظل «الحرس القديم» والايديولوجيا الحزبية التي يخافها الزميل حسين مسيطرة. على العموم، سأنصاع لرغبة زميلنا في الترحيب بكل كتابة جديدة، حتى لو كانت صادرة عن دار صغيرة في «باب الهوى» على الحدود السورية التركية، لأن الدار ليست معياراً لجودة الكتاب، وتحية أيضاً لعلكة «سهام» التي كانت ترطّب أفواه «الحرس القديم» من مرارة السجالات الأيديولوجية الحزبية.