محمد عبد الرحمنوسط الضجيج والفوضى اللذين سيطرا على الاحتفال بانطلاق تصوير مسلسل «الهروب من الغرب»، خرج السؤال المنطقي: ما فائدة تقديم مسلسل يرصد حال العرب في الغرب بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، ما دامت الحلقات موجّهة إلى المشاهد العربي؟ وما الجديد الذي سيقدمه العمل بعد مسلسلَي «أماكن في القلب» و«عرب لندن»، وخصوصاً أنّ كلا العملين حاول لفت الانتباه إلى تغيّر واضح في معاملة العرب في الولايات المتحدة وأوروبا؟
يرفض مؤلف العمل محمد الغيطي والمخرج المخضرم خيري بشارة استباق الأحداث، ويؤكدان أنّ المقاربة هنا ستكون مختلفةً. إذ إنّ العمل يربط بين العرب المقيمين في الغرب وأوطانهم من خلال قصّة المهاجر المصري توفيق عبد الحميد. تدور إذاً الأحداث حول هذا الأخير الذي يتزوج فرنسية، وتلد له فتاتين. تستمرّ حياته بطريقة طبيعية إلى اليوم الذي يفاجأ فيه باسمه ضمن قائمة المتّهمين في قضية إرهابية، فيقرر العودة إلى مسقط رأسه في صعيد مصر من جديد. لكنّ الأمور لن تكون سهلة طبعاً. إذ يجد عالماً مختلفاً، في إطار يحدّد المشاكل التي تواجه المغترب العربي مع وطنه الأم. في الوقت نفسه لا يشعر أبداً بأنه ينتمي إلى الوطن الجديد أي فرنسا لأنّه مهدّد بالطرد كل لحظة ومن دون سند قانوني. وتتعمق أزمة البطل عندما تتركه الابنة الصغرى وتعود إلى حبيبها الفرنسي، بعدما فشلت في التكيّف مع المجتمع الصعيدي، فيما تتّجه الابنة الكبرى إلى التشدّد الديني هروباً من الواقع.
قد تكون القصة مختلفةً عن رحلة تيسير فهمي وهشام سليم في «أماكن في القلب»، وما حدث في «عرب لندن»، لكنّ المشكلة لا تزال هي هي، أي إنها لا تجد طريقها إلى المشاهد الغربي. هكذا، يبقى المضمون بالنسبة إلى العرب والمصريين دراما تستحق المشاهدة حسب جاذبيتها، لكنّها لن تغيّر فيهم شيئاً، ولن تقلّل من هوس الهجرة الذي يسيطر على كثيرين، بينما المطلوب أن تتغيّر صورة العربي في ذهن الأجنبي. لكن يبدو أن تلك القضية لا تشغل فريق العمل ولا الشركة المنتجة «صوت القاهرة». إذ اكتفى رئيسها إبراهيم العقباوي بالإشارة إلى أنّ هناك مشروعاً لترجمة المسلسل أو دبلجته بالإنكليزية والفرنسية. وهنا أيضاً سؤال آخر يطرح نفسه: إلى من سيتوجّه العمل المترجم؟ وهل هناك اتفاقات مع قنوات أجنبية؟ الجواب عن هذا السؤال لا يزال مبكراً لأنّ الأهم بالنسبة إلى فريق العمل هو انطلاق التصوير للحاق بقطار رمضان. وربما هذه العجلة كانت وراء حضور الفنانة اللبنانية كارمن لبّس الحفلة متأخرةً، وهي لا تعرف دورها على وجه التحديد. إذ أبلغوها فقط أنّها مشاركة في المسلسل، وأن التصوير سيبدأ في باريس بعد شهر ونصف شهر، أي بعد الانتهاء من مشاهد مصر أولاً، فيما غابت أميرة فتحي لتصبح ميار ابنة المؤلف النجمة الأولى للمؤتمر الصحافي، الذي تحوّل مناسبةً للحديث عن دور والدها في دعمها فنياً.