فاطمة داوودبعد عامين من التحقيقات المستمرة، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان جوزيف صفير حكمه النهائي في قضية هيفا وهبي (الصورة) والصحافية نضال الأحمدية. وقضى الحكم بمنع المحاكمة عن الأحمدية في كلّ الجرائم التي اتهمت بها، وأعلن براءتها من كل التهم التي وجّهت إليها. وورد في الحكم أيضاً قرار ظني بتلفزيون «الجرس» وبالمذيع جو معلوف. وكانت وهبي قد اتهمت الأحمدية بصفتها رئيسة تحرير مجلة «الجرس» «بارتكاب جرائم القدح والذم والتشهير والتهويل والتحريض على القتل والتعرّض للآداب والأخلاق العامّة»، و«على التهديد بفضح وإفشاء الأخبار التي من شأنها النيل من قدر الجهة المدعية» أي هيفا وهبي.
وفي التفاصيل التي أوردها القرار أن اتّهام وهبي للأحمدية جاء حسب الادعاء، لأن هذه الأخيرة «نشرت في مجلتها مقالات تحرّض على قتل وهبي، ناسبة أقوالاً لها تتضمّن تحريضاً على المقاومة، وخصوصاً إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان».
اللافت أن الأحمدية، على رغم التحقيقات، ظلّت «متمسكة بكل المقالات الصادرة عنها» لأنها «مقتنعة بها وتمارس دورها كصحافية وهدفها المصلحة العامة».
من جهة ثانية، قدّمت الأحمدية استقالتها من تلفزيون «الجرس». وكانت المحطة قد توقّفت منذ مطلع العام المنصرم عن شنّ أي هجوم على هيفا وهبي ولا يزال الوضع كذلك حتى اليوم، وهو ما يطرح تكهّناً عن إمكان إجراء تسوية بين وهبي والإدارة التي استلمت زمام الأمور بعيداً عن محكمة الاستئناف في جبل لبنان الناظرة بقضايا المطبوعات بعد صدور القرار الظني.
وكانت الأحمدية قد وزّعت بياناً صحافياً على مختلف وسائل الإعلام أعلنت فيه استقالتها من كل مهماتها في تلفزيون «الجرس»، وأنها أوقفت عملها في المحطة منذ مطلع العام الحالي، مؤكدة أنّ علاقة صداقة لا تزال تربطها بشيركيها السابقين في المحطة نجيب أبو حمزة ومحمد سبلاني. وعن أسباب هذه الاستقالة، أعلنت الأحمدية أنّها ترغب في التفرغ للعمل في مجلة «الجرس» وتستعدّ «لطرح الجزء الأول من مذكراتي الذي يحتاج إلى شبه تفرغ في مراحله الأخيرة».
يذكر أنّه على رغم انتهاء القضية الراهنة بين الأحمدية ووهبي وهي الثالثة حتى الآن، إلا أن هناك دعاوى قضائية عالقة بين الطرفين في المحاكم وتنتظر صدور الأحكام بها. وقد تردد أنها تجاوزت عشر دعاوى، يتمحور معظمها حول اتهامات القدح والذم والتشهير ورد الاعتبار.