تعقيباً على مقالة الزميل وسام كنعان في صفحة «ميديا» أوّل من أمس: «سورية دراما: هل تكتفي بتحضير الأرواح»، وردنا من مدير البرامج علي سفر، رسالة مطوّلة باسم «مكتب المحطّة»، ننشر في ما يلي أبرز مقتطفاتها، مع ردّ التحرير:
وضع وسام كنعان عنواناً لمادته يوحي بأنّ القناة عرّاف يحضّر أرواح الموتى، ونحن نسأل الكاتب: هل عرض المادة الدرامية التي مثّلها الراحلون من مبدعي الدراما السورية هو تحضير أرواح؟... ويقول الكاتب إنّ النتيجة، قياساً إلى الفترة التي مضت على انطلاق القناة، جاءت «مخيبة للآمال».... فهل قام هو باستبيان الشارع كي يجزم بما يدّعيه؟ وهل بث المواد الأرشيفية في فترة البث التجريبي مؤشر على فشل القناة؟... ثم يتهم الكاتب الأعمال المعروضة بأنها ذات مستوى متواضع. ونحن نسأل: هل كان مسلسل «حمام القيشاني» متواضعاً كي يستمر خمسة أجزاء»؟... يبدو أن الكاتب لا يعرف الصفات الحقيقية للإعلاميين السوريين، فالراحل رفيق أتاسي لم يكن مذيعاً بل ناقداً وإعلامياً سينمائياً... والبرنامج كان بحثاً في تاريخ الكوميديا العربية. ويدّعي الكاتب أن القناة «لن تحيد عن قوالب التلفزيون السوري المسبقة الصنع... فهي تفاجئ بكاميراتها كلّ فنان تعثر عليه يجول في أروقة مبنى التلفزيون، لتنتزع منه اعترافاً بسعادته الغامرة لانطلاق فضائيتها»... القناة، منذ فترة التحضير للبث التجريبي، لم تتبع هذا الأسلوب بل قامت بلقاء الفنانين في أمكنة تليق بهم...
أما بخصوص «جحافل الموظفين»، وما يعيبه على القناة من عدم استعانتها بالكوادر الشابة من خارج التلفزيون... فقد تحدث الأستاذ مروان ناصح بأنّ كادر القناة وهو من أصحاب التجربة الآتين من المحطات الثلاث (الأولى، الفضائية والثانية)... فإذا كان الكادر البشري متوافراً لدينا، فلماذا نزيد عدد الموظفين في المؤسسة؟

العنوان من التحرير وليس لصاحب المقالة كما هو العرف، وهو لا يمثّل إساءة للمبدعين الراحلين، بل فقط الإشارة إلى اكتفاء المحطة بتقديم أعمال من الأرشيف. أما أن يكون المسلسل قد وصل إلى خمسة أجزاء، فهذا ليس المعيار الأوحد لجدارته بالعرض... وإلا لكانت المسلسلات المكسيكية المدبلجة أعظم ما شهدته الشاشات العربيّة في تاريخها. من جهة أخرى، ليس المهمّ أين تتمّ اللقاءات مع الفنانين، بل الطريقة المعتمدة في انتزاع مجاملات منهم ومدائح للمحطة. أما عن جحافل الموظفين، فهي أكبر المشاكل التي يعانيها التلفزيون بتعبير مديرته الإعلامية ديانا جبور في لقاء سينشر قريباً. على العموم فإن النقد من واجبنا، وهو لا يحمل أيّ خلفيّة شخصيّة أو إساءة متعمّدة. بالعكس كل محطة عربيّة جديدة كوّة ضوء، ونتمنّى لـ«سورية دراما» مزيداً من التطوّر والتوفيق.
(التحرير)