عبدو منذر يحارب الفنّ الهابط، وغسّان الرحباني يرفع لواء البيئة، وجاد صوايا يشجّع السياحة. ثلاثة فنانين يخضوضون الاستحقاق النيابي، فهل ينجحون حيث فشل السياسيون؟
فاطمة داوود
رغم محاولات الفنانين الدؤوبة الوقوف على الحياد أمام الأحداث الساخنة على الساحة السياسية اللبنانية، درءاً لمخاطر خسارة جمهورهم من مختلف الأطياف، إلا أن بعضهم اختار السير بين الألغام، إيماناً منه بأنّ الشأن العام يخصّ الفنان أيضاً. لذا، تبرز ظاهرة جديدة اليوم هي ترشّح ثلاثة فنانين للانتخابات النيابية التي ستجري في 7 حزيران (يونيو) المقبل.
المايسترو عبدو منذر والمرشّح عن المقعد الكاثوليكي في الشوف عن «لائحة التغيير والإصلاح»، صرّح لـ«الأخبار»: «الجنرال عون أبدى رغبته بترشّحي لأنني أخوض النضال السياسي منذ 1982. وقد وافقت لأنّني لمستُ عنده اقتناعاً بأنّ الفنان الذي يمثّل رسالة الفن الراقي والمحبّة، يمكن أن يخدم بلده جيّداً. لا أنكر أنّ المعركة محتدمة، وخصوصاً أنني أواجه المرشح نعمة طعمة عن لائحة وليد جنبلاط في الشوف». وعن اختلاف الفنان عن الآخرين في نظرته إلى النشاط السياسي، أجاب «العمل السياسي واحد لكن الفنان يملك نظرة مختلفة عن الطبيب والمحامي. هو يتمتع بانفتاح أكبر. وإذا فزت فسأطرح مشروعاً لتحسين أوضاع الفنانين وأطالب برفع مستوى الفن اللبناني بعدما شهد انحداراً خلال المرحلة الماضية». أما الفنان غسان الرحباني المرشّح عن دائرة المتن على «لائحة الإصلاح والتغيير» أيضاً، فأعلن أنّه سيحمل «قضية البيئة في لبنان» كما كان يفعل تماماً في رسالته الفنية.
المرشّح جاد صوايا الذي أثار خوضه الانتخابات النيابية جدلاً واسعاً، لكونه قادماً من عالم إخراج الفيديو كليب، أوضح: «ترشّحت عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة الأولى لبيروت، وأنا مستقلّ لكنّني مع اللائحة الوسطية التي يدعمها رئيس الجمهورية اللبنانية، وأريد توضيح أمر هامّ أنني تركت الفن منذ سنة واشتغلت في العقارات والسياحة والمقاولات والمطاعم». وعن مشروعه السياسي، قال «سأركّز على السياحة وقانون الشيخوخة وأطالب بالاستشفاء المجاني. وعلى صعيد السياسة الخارجية، لا بد أن تجمع لبنان علاقة جيدة بسوريا والسعودية معاً».
ورغم التكهّنات التي تحدّثت عن إمكان ترشّح الفنان راغب علامة للانتخابات، إلا أن ذلك لم يتحقّق بسبب تضارب رؤية علامة إلى النظام السياسي السائد في لبنان الذي يرتكز على المحاصصة الطائفية وسيطرة الأحزاب. لكن علامة أضاف «قد أترشح إذا تغيّرت الظروف. أحلم بوطن لجميع اللبنانيين لا يحكمهم إلا القانون».
وبقيت مسألة ترشّح هيفا وهبي مجرّد شائعة طريفة، فقد صرّحت بأنّها «مرشحة فنية» لا غير. وقد بدا أنّ معظم الفنانين بعيدون عن الأجواء السياسية. كارول سماحة لن تمارس حقّها الانتخابي وفق ما صرّحت لـ«الأخبار» لأنّها ستكون في جولة فنية خارج لبنان، ونفت باسكال مشعلاني نيتها انتخاب أحد المرشحين: «سآخذ قسطاً من الراحة والاستجمام ريثما تنتهي العملية الانتخابية» رغم كونها مؤيدة لأحد المرشّحين، وقد رفضت البوح بالأسماء، وخصوصاً أنها لن تنتخب أبداً.
إذا كانت انتخابات 2009 قد اقتصرت على ترشّح ثلاثة فنانين فقط، فهل سيفتح ذلك المجال في 2013، لتشجيع عدد أكبر من النجوم لخوض هذه التجربة، أم أنّ إخفاقهم سيقطع الطريق أمام الباقين؟