لم تكن الأوسترالية آبي كورنيش (1982) تتصوّر أنها ستستقطب الأضواء يوماً فوق البساط الأحمر الشهير في «مهرجان كان». فقد بدأت عارضة أزياء في سن الثالثة عشرة، ولفتت أنظار الأوساط الفنية بسرعة، ما فتح أمامها أبواب التمثيل. هكذا، اختارت التلفزيون، وأدّت بطولة أفلام ومسلسلات أوسترالية عديدة، لعلّ أشهرها «مستشفى الأطفال» (1997). لكن ذلك الخيار لم يكن موفّقاً، لأنه أغلق في وجهها لاحقاً أبواب العمل السينمائي، لأنّ أوساط الفن السابع تنظر دوماً بفوقية إلى ممثلي التلفزيون وممثلاته.
لذا لم تحظ آبي ـــــ على رغم جمالها الساحر وحضورها المميز أمام الكاميرا ـــــ بأي فرص للتمثيل في السينما، إلى أن اختارها ريدلي سكوت، بالمصادفة، لأداء دور صغير في فيلمه «موسم خصب» (2007).
ذلك الشريط تقاسم أدواره الرئيسية الأميركي راسل كرو والفرنسية ماريون كوتيّار.
وإذا بذلك الدور الصغير يلفت انتباه السينمائي شيكار كابور، فيقرر بدوره منحها دوراً صغيراً في فيلمه «إليزابيث، العصر الذهبي» (2007) الذي أدّت بطولته النجمة كيت بلانشيت.
لكن آبي كورنيش تعتبر أن بدايتها الحقيقية في السينما هي دور البطولة الذي أسندته إليها جين كامبيون في «النجمة الساطعة» الذي يشارك حالياً في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي».
هنا، تؤدي آبي كورنيش شخصية فاني براون، الحبيبة السرية للشاعر جون كيتس.
وتقول: «أنا سعيدة بالحفاوة التي استُقبل بها الفيلم هنا في كان... وما أسعدني أكثر ليست إشادة النقاد بأدائي كممثلة، بل استحسانهم للفيلم، واعتباره أفضل أعمال جين كامبيون منذ «البيانو».
من خلال عملي معها على هذا الفيلم، أُبهرت بعبقريتها الفنية وببساطتها وتواضعها في الوقت ذاته. لذا، أتمنى من كل قلبي أن تنال «سعفة ذهبية» ثانية عن هذا الفيلم، لأنها تستحقها
وأكثر».
على الرغم من أنّ لعبة التكهنات بخصوص «السعفة الذهبية» تبدو أكثر تعقيداً هذه السنة من أي دورة أخرى من دورات المهرجان، إلا أنّ غالبية النقاد يرجّحون بأن أول ما ستفكر فيه لجنة التحكيم، إذا أحجمت عن إدخال كامبيون إلى النادي الضيق لـ«أصحاب السعفتين»، هو منح آبي كورنيش جائزة أفضل ممثلة عن أدائها المبهر في هذا الفيلم.