حبيب فوعانيمع محاولة روسيا الحثيثة لاستعادة موقعها العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، برزت حاجة ملحة لمخاطبة العالم بطريقة جديدة. هكذا أُطلقت قناة Russia Today الناطقة باللغة الإنكليزية عام 2005. ومنذ ذلك الوقت، بدأ التفكير جدياً بإطلاق قناة ناطقة باللغة العربية. ولم يتحقق ذلك إلا في 4 أيار (مايو) 2007، حين بدأ البثّ الرسمي لمحطة «روسيا اليوم» باللغة العربية. اليوم وبعد مرور عامين على إطلاق المحطة، لا بدّ من نظرة شاملة إلى هذه التجربة الجديدة. «واجهنا في البداية مشاكل تقنية وتحريرية عدّة، لكننا استطعنا التغلّب عليها» يقول مدير القناة حيدر أغانين لـ«الأخبار». المحطة أجرت أخيراً تغييرات على سياستها التحريرية بسبب الأزمة المالية العالمية، فبدأت تولي اهتماماً أكبر للأخبار الاقتصادية من مختلف مناطق العالم، وتدعو أكثر، الخبراء والمحللين الماليين إلى الاستديو.
لكن ما هو الفرق بين «روسيا اليوم» وباقي القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية، وخصوصاً «الحرة» و«يورونيوز» و«بي بي سي»؟ يرى أغانين أنّه بسبب المنافسة مع هذه المحطات، تبحث القناة الروسية عن طريقة جديدة لتناول الأحداث وخيارات بثّ مميزة. ويضيف أنّ الفرق الأساسي هو أن «روسيا اليوم» تقدم وجهة النظر الروسية إلى الأحداث. وفي الوقت نفسه، تتحدث ليس فقط عن روسيا بل تقدم الأخبار الدولية أيضاً «على المشاهد العربي نفسه أن يدرك الفرق بين كل هذه المحطات». وعن العلاقات الإعلامية الروسية ـــــ العربية، يقول أغانين إنّ «روسيا اليوم» تقوم بكل ما هو ممكن كي يكون هذا التعاون ناجحاً ومثمراً. ويعرب عن عدم سروره لمستوى العلاقات الإعلامية بين روسيا والعالم العربي اليوم. أما السبب برأيه فهو أنّ الغالبية الساحقة من المعلومات عن روسيا في وسائل الإعلام العربية تعتمد ليس على المصادر الروسية بل على معطيات الوكالات الغربية. وأحد أبرز أوجه التعاون هذه كانت الملتقى الإعلامي العربي ــــ الروسي الذي عقد في الدوحة في 24 و25 شباط (فبراير) الماضي.
أما في ما يتعلق بالتعاون الروسي ـــــ اللبناني في مجال الإعلام، فيتحدث أغانين عن مشروع مشترك بدأت تنفذه «روسيا اليوم» مع قناة «أخبار المستقبل» اللبنانية، حيث ظهر كل أسبوع، خلال شهر آذار (مارس) الماضي، في القناتين برنامج «موسكو ـــــ بيروت ـــــ موسكو» الذي تطرّق إلى مواضيع مهمة في السياسة والاقتصاد الدوليين. وتعمل «روسيا اليوم» على مشاريع مشابهة مع عدد من وسائل الإعلام اللبنانية الأخرى.