أربع حلقات تتوزّع بين الذكريات الدرامية والفنية والإخبارية تستعيد أبرز المحطات منذ 1959 حتى اليوم. هل تشرق الشمس مجدداً على المحطّة الرسميّة مع خطة وزير الإعلام المرتقبة؟
باسم الحكيم
«عيد بأية حال عدت يا عيد»، «تلفزيون لبنان» يحتفل بيوبيله الذهبي ويطفئ شمعته الخمسين، منطلقاً من مبدأ «على قد بساطك مد إجريك». قيل الكثير عن مشاريع تهدف إلى تطويره وإعادة الحياة إليه. حتى إن بعضهم داخل التلفزيون توقّع أنّ الشمس ستشرق مجدّداً عليه مع تأليف آخر الحكومات. لكنْ لا شيء تحقّق على الأرض، رغم الخطة التي تحدّث عنها وزير الإعلام طارق متري لتطوير القناة الرسميّة، ويقال إنه سيعرضها على مجلس الوزراء لدراستها قريباً. علماً بأنّ العيد يتزامن مع الانتخابات النيابيّة، ولن يكون التلفزيون من أولويّات الحكومة حاليّاً. مع ذلك، لم تشأ إدارة البرامج، أن تمر أيّام العيد ولياليه عادية على الشاشة الصغيرة. الاحتفال ضروري، حتى لو كان بإمكانات محدودة جداً. هكذا، بعيداً عن مظاهر البذخ والإبهار المشهدي، تقيم القناة الرسميّة الليالي الملاح احتفاءً بالمناسبة، فتعيد إلى الأذهان ذكريات من أيّام الزمن الجميل. بعض أبطال المحطة ونجومها، سيطلّون في أربع حلقات خاصة، بعنوان عريض «تلفزيون لبنان ـــــ اليوبيل الذهبي»، وضع فكرتها الأوليّة محمد الساحلي، وبلورها مع مدير البرامج حسن شقّور، ومدير التلفزيون إبراهيم الخوري، وتولّى إخراجها باسم جابر.
وفي استديوهات التلفزيون في منطقة تلّة الخيّاط، أعيد بناء ديكورات بعض الأعمال الدراميّة السابقة، التي استخدمها خلال رحلته الممتدة خمسين عاماً. كل ذلك بهدف تصوير الحلقات الحواريّة الأربع فيها. هكذا، سيذكّرنا الدرج الموضوع داخل الاستديو، بمسلسل «التائه» للمخرج إيلي سعادة، وبطولة محمود سعيد ووفاء طربيه. كما ستذكّرنا ديكورات الشبابيك بمسلسلات أخرى للراحلين إبراهيم مرعشلي وفريال كريم، وأيضاً بمسلسل «المشوار الطويل» مع حسن علاء الدين (شوشو). وكذلك سيعيد إلينا أحد المشاهد صورة الكوميدي المصري الراحل إسماعيل ياسين. أما الصالون الذي سيستقبل الضيوف، فسيعود بنا 12 عاماً إلى الوراء، إذ يُستخدم فيه صالون مسلسل «العاصفة تهب مرتين» للكاتب شكري أنيس فاخوري، والمخرج ميلاد الهاشم. هذه الديكورات، أيقظت الحنين في نفوس الضيوف الذين أطلوا في الحلقات، من هنا، توضح وفاء طربيه أنّ «ديكورات المسلسلات القديمة، أعادتني إلى بداياتي في التلفزيون، وذكّرتني بزملائي وأصدقائي من الكبار الذين رحلوا عنا، فطواهم النسيان».
ويشرح معدّ البرنامج ومقدّمه محمد الساحلي عن الحلقات التي يبدأ التلفزيون عرضها اعتباراً من الأحد المقبل. أنه اختار «حجر وبشر» عنواناً للحلقة الأولى التي استضاف فيها الإعلامي عرفات حجازي، فتوقف معه عند المراحل الأولى لتأسيس التلفزيون، منذ وضع الحجر الأساس ثم إلى افتتاحه بالأبيض والأسود في 28 أيار (مايو) 1959، وبعدها يوم أطلّ على مشاهديه لأول مرة بالألوان، وعن أول إعلان مرّ على الشاشة الرسميّة. كما تتضمن الحلقة مفاجآت مصوّرة من أرشيف تلفزيون لبنان النادر. أما الحلقة الثانية، فهي بعنوان: «فن وأصول الفن»، وتنقسم إلى جزءين يستقبل الساحلي في الجزء الأول منهما، كلاً من الكاتب شكري أنيس فاخوري، والممثلات وفاء طربيه وجيزيل نصر وإلسي فرنيني، عن التمثيل بين الأمس واليوم، وعن الفرق بين التمثيل المباشر كما كان يحدث في الفترة الأولى من بث تلفزيون لبنان، ثم التمثيل المصور في الاستديو وذلك الذي يصوّر اليوم في منازل الناس في مختلف المناطق اللبنانيّة. بينما تطل الفنانة هيام يونس في الجزء الثاني، لتخصّ التلفزيون بهدية مغنّاة لمناسبة عيده الخمسين. والحلقة الثالثة، التي تحمل عنوان «رسالة إعلاميّة» تستقبل المخرج باسم نصر، ليتحدّث عن كيفيّة إخراجه للبرامج والمسلسلات في الماضي، وطريقة التعاطي مع فريق العمل. كما تتحدث في الحلقة نفسها الإعلاميّة وفاء العود، وهي إحدى مذيعات الأخبار في التلفزيون، عن الرسالة الإعلاميّة ومتى يكون على الإعلامي منع عواطفه من التحكم فيه في الحلقات الاجتماعيّة على سبيل المثال. وتبقى الحلقة الأخيرة، بعنوان «إلى المستقبل ننطلق»، وقد أطل فيها الإعلامي عادل مالك، الذي تحدث فيها عن المشاكل التي واجهت التلفزيون وطنيّاً، كما يطلّ الوزير طارق متري ليطرح عناوين خطته التي سيعرضها على مجلس الوزراء، من أجل النهوض بالقناة الرسميّة. بعد ذلك، يترك الساحلي الهواء لمالك الذي سيحاور الوزير في ملفات سياسيّة.
يذكر أن الميزانية الشهرية المخصصة لتلفزيون لبنان، زادت في الشهرين الماضيين، وهي وصلت اليوم إلى ما يقارب 350 ألف دولار أميركي شهرياً. لكنها لن تكفي بطبيعة الحال لإنتاج برامج منافسة، إلّا أنها تظل «شعرة» قد تكون قادرة على «سند خابية».