برنامج غني ومنوّع، الصدارة فيه للروك أند رول الأصيل تليه موسيقى العالم... من دون أن ننسى الديسكو. هناك أيضاً وقفة مع الفادو البرتغالي، وعودة الابنة الضالة مغنيّة الـ«سوب كيلز»
بيار أبي صعب
بعض المؤتمرات الصحافيّة يجب التعامل معه كالعروض الأدائيّة والأعمال المسرحيّة، وخصوصاً تلك التي تعلن من خلالها برامج مهرجانات الصيف الكبرى في لبنان. لذا نذهب سنويّاً إلى موعد إطلاق «مهرجانات بيبلوس» وفي ذهننا أننا سنتفرّج على ناجي باز. هي غالباً الفرصة الوحيدة لرؤيته تحت الأضواء، قبل أن يعود من حيث أتى: ظلمة الكواليس. إنه روح المهرجان ومبرمجه، يستحضر الفنانين الذين سيتحولون موضةً في الأسابيع المقبلة ويطبعون ذائقة الجمهور الشاب... أو يحركون الحنين ـــــ لدى الأكبر سنّاً ـــــ إلى سنوات ذهبيّة هاربة.
يأتي لنا ناجي بآخر اكتشافاته، فيخيّل لنا أنّه يمضي عمره في رصد المشهد الموسيقي العالمي، ومطاردة الأسماء البارزة. كما يلوّن البرنامج بذائقته وخلاصة سنوات «شبابه»، مستحضراً بعض أساطير الاحتجاج الشبابي التي تحدّت الوقت وصارت من الكلاسيكيّات. دائماً عينه على الشباب، وقد حوّل «بيبلوس» إلى الموعد الشبابي بامتياز بين مهرجانات الصيف. العام الماضي جاء بباتي سميث، وهذه السنة ينبش فريق Jethro Tull الآتي من عبق 1968 ويعتبر من أساطير الروك الحاضرة منذ أربعين عاماً.
لكنّ متعة اكتشاف برنامج بيبلوس ـــــ في ذلك المنتجع السياحي الفخم قرب جبيل ـــــ لن تأتي على طبق من فضّة. لا بدّ أولاً من الاستماع إلى لطيفة اللقيس رئيسة اللجنة تشكر الجميع، من خوري الرعيّة إلى رئيس الجمهوريّة. لا بد من الاستماع إلى وزير السياحة إيلي ماروني الذي يحلم بـ«إعادة الفرح والسياحة والمحبّة إلى لبنان (...) لقد تأخرنا كثيراً، تكبدنا خسائر، دفعنا أثماناً الشعب اللبناني منها براء» (هل فهمتم على معاليه أم نشرح أكثر؟). قبل أن يدعو إلى «لبننة لبنان»، ثم يتذكّر أن البلد ينتظر «800 ألف سائح خليجي»، فيعلن أن «السياسة تفرّق، السياحة توحّد».
يجلس ناجي باز إلى أقصى اليمين، وننتظر أن تعبر خطابات المجاملة والعموميات لنسمعه يقدّم خلّانه. يدعونا قبل إطلاق الفيديو الخاص بـMisia إلى التركيز على رقّة صوتها. وريثة أماليا رودريغيز ستحمل إلى بيبلوس حزن البلوز البرتغالي وأغاني داليدا وباربارا وجوني كاش وتقدمها على طريقتها (21/ 7). نستمع إليه يقول بنشوة إن Jethro Tull في لبنان حلم يتحقّق، مسترسلاً في سرد حكاية يان أندرسون الذي أدخل الفلوت إلى الروك إند رول (19/ 7)، أو يلفتنا إلى ضخامة الفرقة التي ستقدّم Grease (14 ـــــ 18/7) الاستعراض الغنائي الراقص الشهير الذي نشاهده بحلّته الأصليّة (55 شخصاً في ديكور ضخم). كما يذكّر بأنّه انطلق في برودواي عام 1972، أي قبل سنوات من الفيلم الذي اقترن في ذاكرتنا خلال سنوات الديسكو، بثنائي «حمّى ليلة السبت» جون ترافولتا/ أوليفيا نيوتن جون. وأخيراً يعلن ناجي عودة ياسمين حمدان مغنيّة سنوات البوهيميا في بيروت عام ألفين السابحة في الأحلام الحريريّة. مغنية «سوب كيلز» السابقة، تعود في حلّة جديدة: صار اسمها Y.A.S وأسطوانتها الموعودة هي تكنو ـــــ بوب ـــــ عربي تعاونت عليها مع منتج مادونا Mirwais من باريس. في الحفلة نفسها عازف البيانو الكندي غونزاليس وموسيقى الجاز، والأختان كوكو ـــــ روزي اللتان زاوجتا أغاني الفولك والإيقاعات الإلكترونيّة (23/ 7).
المهرجان ينطلق مع الكنديّة الإيرلنديّة لورينا ماكينيت (20/ 6) التي تمزج الموسيقى السلتيّة مع التراث الأندلسي والإيقاعات الشرقيّة. ولا بدّ من وقفة عند ضيف سيهمّ الشباب قبل سواهم... إنّه فريق الروك الإنكليزي Keane (6/ 7) الذي احتلّ الصدارة منذ مطلع الألفيّة وبات أكثرها حضوراً في العالم اليوم. وأخيراً، سيعود طيف منصور الرحباني إلى ميناء جبيل القديم عبر «صيف 840» أولى مسرحياته بعد رحيل عاصي. العمل سيعيد تقديمه أبناء الفنان الكبير بحرفيّته، لكن في حلّة جديدة، تسجيلاً وإخراجاً وملابس وتمثيلاً، ولم يبق من نسخته الأصليّة سوى أنطوان كرباج وغسان صليبا (9 ـــــ 12/ 8).