الرياض ـــ هاني نديمفي سابقة هي الأولى من نوعها، رفعت 13 إعلامية سعودية شكوى ردّ اعتبار لكل من وزارة الداخلية و«هيئة الصحافيين السعوديين» ووزارة الإعلام و«الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» ضد صحيفة «كل الوطن» الإلكترونية، بعدما نشرت تقريراً لناصر القحطاني بعنوان «سعوديات في سهرات حمراء» وصف فيها إعلاميّات بـ«الفحش والمجون».
وفي أوّل قضية جدية تواجه وزير الثقافة والإعلام السعودي الجديد عبد العزيز خوجة منذ تسلّمه مهماته، عاد موضوع الإعلام الإلكتروني «غير المنضبط» والصحف الإلكترونية غير المرخَّصة (تجاوز عددها 26) إلى محور اهتمام الوزارة.
الهيئة العامة للصحافة عقدت اجتماعاً عاجلاً مع الوزير الذي طالب بـ«ضبط الصحف الإلكترونية وإلزامها بتنظيم الإصدار والنشر التي تخضع لها الصحافة الورقية». فيما أصدر مجلس إدارة «هيئة الصحافيين» بياناً يقضي بـ«وضع تنظيم شامل يحكم أداء الصحافة الإلكترونية، ويخضعها لنظام النشر المعمول به، وتحديد صاحب الموقع وتحميله مسؤولية أي تجاوز أو إساءة للغير».
المقال الذي سبّب كل تلك الزوبعة لم يذكر اسماً صريحاً. بل ساق كاتبه حوادث عدة أثارت الرأي العام، كضبط إعلاميات في أوكار دعارة وقضايا حشيش ومخدرات وتورّط رؤساء تحرير بعلاقات مع إعلاميات مغمورات.
وعلى رغم أنّ الكاتب أصدر بيان اعتذار علنياً، إلا أنّ القضية لا تزال قيد النظر والدراسة.
كما أثار موقف الإعلاميات الـ13 اللواتي رفعن الدعوى ردود فعل متباينة بين مؤيد للدفاع عن أخلاقيات المهنة وبين متسائل عن السبب ما لم يُذكرن بالاسم.
«الأخبار» التقت رئيسة تحرير موقع «كل الوطن»، هداية درويش التي أعربت عن استيائها من القضية، معتبرةً أنّ أولئك الإعلاميات لسن إلا أعداء نجاح، نافيةً أي علاقة شخصية بهن كما زعمن. وعن سبل ضبط الإعلام الإلكتروني، قالت هداية: «كنت من أوائل مَن توجهوا إلى وزارة الإعلام للحصول على ترخيص ينظّم وجودنا الإلكتروني. فالكثير من أصحاب المواقع لا يمتون للصحافة بصلة». لعل هذه القضية هي نتاجٌ حتمي وطبيعي لما يحدث الآن من فوضى إعلامية إلكترونية في السعودية مع توافر آلاف المنتديات والمواقع والصحف الإلكترونية. لكنّ القضية التي أثارت الرأي العام لم تذكرها الصحف المحلية، باستثناء جريدة «الوطن»، بينما تفاعلت أكثر على المواقع والمنتديات، ما يدعّم النظريات التي تُعلن عن موت الصحافة الورقية وانتصار الإعلام البديل. إذ إنّ المتتبع للصحافة في السعودية يلمس جلياً ازدياد المنافسة بين الصحف الورقية ونظيرتها الإلكترونية. لكنّ عدم تنظيم الصحافة الإلكترونية يرجح كفّة الصحافة الورقية، أقلّه حتى اليوم، من حيث الموثوقية. أما من ناحية الانتشار، فالمسألة محسومة. موقع «سبق» مثلاً يحظى بعشرة ملايين زائر يومياً!