أشغال فيديو 2009» تنطلق الليلة في «ميتروبوليس ــ صوفيل». على البرنامج ثمانية أعمال، أنتجتها «جمعية أشكال ألوان»
بيار أبي صعب
بعد عامين على «فيديو ابريل» الذي أطلقته كريستين طعمة («جمعيّة أشكال ألوان»)، في بيروت، موعداً مع الكتابة البصريّة الجديدة، تستضيف صالة «متروبوليس» اليوم وغداً «أشغال فيديو 2009». على البرنامج ثمانية أعمال سنشاهدها اليوم وغداً، أنتجتها «أشكال ألوان» (بدعم من «مؤسسة هينريش بُل»). رانيا اسطفان تشارك في فيلم قصير عنوانه «ضرر»، مهدىً «إلى غزة أرض البرتقال الحزين» (ديجيتال فيديو، دقيقتان). الشريط قائم على المونتاج والشريط الصوتي، من خلال تعاقب اللقطات والصور. في بستان برتقال، ترصد الكاميرا الثمار المهترئة، في إيقاع متسارع على موسيقى الفلامنكو المتصاعدة بدورها (سولياريس/ كارمن أمايا)، حتى لحظة الذروة التي يعقبها صمت وسكون. أما نديم أصفر، فيمضي بالتجريب إلى أقصاه مع «مادونا... مادونا» (ديجي بيتا، 45 د)، مصوّراً انعكاسات الصور في المرايا والشاشات وعلى الزجاج. يضع الداخل الحميم في موازاة الخارج، عبر لعبة تقاطعات، تحكمها أغنيات مادونا، وكليباتها على شاشة التلفزيون، وأسطوانتها على أحد الرفوف.
وتخلق كنده حسن المفاجأة في فيلمها «تعالَ» (ميني دي في، 45 د). مرّة جديدة تذهب الفنانة الشابة إلى طقوس عاشوراء، لا بهدف احتفالي، أو من باب رصد الأبعاد الجمالية/ الفكرية لتلك الاحتفالات المأسوية... بل بحثاً عن قصص حميمة تمتد جذورها عميقاً في وجدانها. تتبع الكاميرا مجموعة من الرجال، ومن ضمنها شخص محدد يبدو وحيداً، شارداً بين الحشود. توظّف في السياق ما حصدته من صور مهزوزة وحركات سريعة وسيوف ووجوه وأكفان بيضاء وعيون وأيد ورؤوس دامية. توقف الصورة، تبطّئها، تقطع الصوت... كمن يحاول أن يفكك الحالة ويغوص في الأعماق انطلاقاً من «وثيقة» عفويّة... ويجرفنا الإيقاع الرتيب والهتافات والأدعية إلى نوع من الانخطاف، برفقة بطل مجهول في خضمّ الجماعة.
غيث الأمين يخوض مغامرة من نوع مختلف... إذ يحتضن عمله «على الرصيف» (دي في كام، 21 د)، اعترافات حميمة لها علاقة بالزمن والمشاعر والجسد، على لسان شابات يقدمهن بأسمائهن الأولى. الفيلم مبني على شكل دائري قوامه التكرار والاستعادة: اللقطة نفسها، في ديكور مشابه، مع أشخاص مختلفين... قصص ذاتيّة تتقاطع مع شريط صوتي مشبع بروح الجاز. وفي «فيديو 1» (دي في كام، 18 د)، تستحضر كارين ضومط لقطات وحورات من أفلام سينمائيّة، في رحلة بحثها عن المدن التي يعيش فيها المرء حياة كاملة. فيلمها عن التيه، والسفر الافتراضي، وحب السينما والأدب. تمضي بنا إلى الرياض ولندن وتيرانا وفيرجينيا... فيما بطلها مستلق على كنبته أمام التلفزيون. بينيلوب تنتظر أوليس وتحلم بالسفر.
ولعل لما صوايا تقدّم في شريط التحريك «عن الوجد والأسى» (ميني دي في، 14 د) أحد أجمل أعمال البرنامج (لم نتمكن بعد من مشاهدة شريط مروى أرسانيانوس «سمعت ثلاث قصص»، دي في كام، 12 د). يجمع الفيلم بين الشاعريّة وسريالية تذكّر بالمدرسة التشيكيّة، بتصويرة اللوعة الخرساء والأسى والفراغ، في مدينة منهارة ترتاد أطلالها دمية خشبية (تصميم نديم مشلاوي) آخذة في التشكّل. أما التصوير، فيحمل توقيع مارك خليفة الذي يقدّم ضمن البرنامج فيلمه «ضباب» (أتش دي كام، 29د، بالإنكليزيّة). فيديو مسرحي إذا شئنا، ينتمي إلى الواقعيّة الغرائبيّة. النص مقتبس من قصّة لخورخي لويس بورخيس بعنوان «الآخر». في مكان غارق في الضباب، على بنك خشبي، سيدة عجوز (كارول إستون) وامرأة شابة (تانيا الدحداح) تتواجهان. لعل العجوز ليست سوى رؤيا كابوسيّة تضع الشابة أمام أسئلتها وهواجسها وتجاربها المؤلمة، ثم تمضي. ترى كيف كانت بيروت أيام زمان؟ ترى هل هناك ما هو أكثر واقعيّة من تهويماتنا؟


ابتداءً من الثامنة مساءً، الليلة وغداً في «ميتروبوليس» (صوفيل/ الأشرفيّة) ــــ للاستعلام: 01،360251
WWW.ASHKALALWAN.ORG