بيسان طيالمواطنون لا حول لهم ولا قوة، ينقذهم صراخ رجل قتل الضحّاك أولاده، فيبحثون عن المنقذ... أي النمرود الذي يتحوّل بدوره إلى طاغية معتقداً أنه هو الله ويجبر المواطنين والحاشية على إعلان ذلك. تنتهي المسرحية بهلاك النمرود أمام حكمة الله. على طرفي الخشبة، جلس عازفان، الأول يحمل الناي والثاني وراء الدرامز، صاحَبا العرض بموسيقى جميلة جداً، لكن ظهورهما كان غير مفهوم: هل هو تكريم لهما، أم أنّ المخرج أراد أن تحتل عناصر العرض المسرح كلّه ـــــ إذ ظهر ممثّلون داخل الصالة نفسها منطلقين نحو الخشبة ـــــ أم هو حيلة لكسر الإيهام (!)، السؤال يتم تجاوزه سريعاً، فنقاط الضعف في العرض كثيرة، بدءاً من النص ذاته الذي يجعل مهمة المخرج شبه مستحيلة، إضافة إلى اعتماد عناصر غريبة وأزياء لا مرجعية تاريخية واحدة لها. هكذا يضيع المشاهد في تحديد الحقبة التي ينتمي إليها العرض، قد يتوهم أنها فانتازيا تاريخية، ملابس قديمة وأخرى غريبة، ثم تظهر بالونات (!)... الممثلون كلهم رجال، كأننا أمام مدينة مغلقة على النساء أو أنّ المرأة لا تشكل أبداً جزءاً من الحياة العامة. العرض سبقه تكريم من إدارة الفرقة لكل من سفير الإمارات في لبنان رحمي الزعابي والمسرحيين نضال الأشقر وجواد الأسدي وبول شاوول (تسلمها عنه الزميل يقظان التقي) وجان داوود.