جاد نصر اللهبدعوة من «المركز الثقافي الفرنسي»، يقدّم دومينيك بيرو مساء غد الجمعة ندوة عن «العمارة والطبيعة» ضمن فعالية «نظرات إلى المدينة». اكتسب المعمار والمخطط المديني شهرةً بعد فوزه بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية لبناء مكتبة فرنسا الوطنية عام 1989. ارتكز تصميم المشروع الذي تحوّل أيقونةَ فرنسا الجديدة، على علاقة محورية بين البناء الحديث والمحيط الطبيعي. عبّر بيرو في تخطيطه هذا عن انتمائه إلى المدرسة الرمزية في العمارة، إذ دلّ على وظائفية المبنى عبر رفع أربعة أبنية زجاجية شفّافة تعامد بعضها بوجه بعض، في استعمال هو الأبسط لشكل الكتاب المفتوح من دون أي تعقيدات هندسية. انطلق من المبدأ نفسه أيضاً في تصميمه للملعب الأولمبي في برلين مع اختلاف في الأسلوب، إذ لجأ إلى رسم مستطيل ودائرة منفصلين بعضهما عن بعض، ومستويَين في الارتفاع، مبرّراً ذلك بـ«إنّها الهندسة».
تتفاوت مقاييس عمله على مشاريع مختلفة حول العالم، من المجمعات الكبرى والفنادق والمسارح إلى المساكن الخاصة الصغيرة في الأحياء الراقية للدول الأوروبية، ما دفعه إلى فتح محترفات جديدة في برلين والولايات المتحدة وغيرهما، وعدم الاكتفاء بفريق واحد في باريس. مهما اختلف حجم المشاريع التي يعمل عليها، فإنّ نقاطاً مشتركة تجمعها؛ تأتي لاستبدال المشهد المعماري بآخر أكثر واقعيةً في علاقته مع المشهد الطبيعي والحيّز الإنساني. لغته بسيطة متقشّفة، لا تستعير من المصطلحات المعمارية والهندسية ما يفيض عن حاجتها. يساعده على ذلك شغفه الدائم بالبحث عن الطاقة الكامنة للمواد المستعملة في البناء وهندستها وتوظيفها بذكاء وفق أساليب مينمالية، خالقاً بذلك آثاراً بصرية وجمالية في المشهد المديني. هذا الولع بالمادة دفعه إلى تعاون وثيق مع الصناعيين، لمحاولة إنتاج أنماط جديدة في النسيج العمراني، واستعمال تقنيات متقدمة، وتثبيتها في أدوات البناء. هذا النمط من التفكير انعكس على أصغر التفاصيل التي صمّمها، وهي واضحة في أثاث المكتبة الوطنية في فرنسا، ومصابيح الإنارة والمفروشات المنزلية حتى رسوم السجاد.. وقد عُرضت أخيراً مشاريعه التي تجاوزت الخمسين في مركز «جورج بومبيدو» في فرنسا، في معرض هو الأكبر له تحت عنوان «عمارة دومينيك بيرو».


6:30 مساء غد الجمعة ــــ «فندق مونرو» (عين المريسة، بيروت) ــــ 01/420230