بشير صفيرمن لا يعرف «نشيد البندورة»؟ إنه النشيد الذي يحتفي بالبندورة، ويدافع عنها من بين أصناف مجتمع الخضار. كثيرون يسألون: من كاتب هذا النشيد؟ إنها فرقة «مين» اللبنانية التي تقدم مشروعاً غنائياً شبابياً، قائماً على أنغام البوب ــــ روك والنصوص الساخرة (باللكنة اللبنانية) التي تستمد مواضيعها من واقع المجتمع اللبناني.
مساء اليوم، تقدّم «مين» حفلةً في «مسرح دوّار الشمس»، بعد أمسيات كثيرة أحيتها خلال السنوات الماضية في الجامعات وضمن مناسبات مختلفة، منذ تأسيسها عام 2006. تعرّف الجمهور العريض على «مين» في أسطوانة «بندورة» المشتركة مع فنانين آخرين التي قدّمت صورة بانورامية للفنّ الشبابي وانعكاس الأوضاع العامة عليه منذ الثمانينيات. شارك مؤسسا الفرقة، طوني وفؤاد يمين، في هذا العمل من خلال النشيد الآنف الذكر، ثم شرعوا جدياً في مشروع كتابة الأغنيات الخاصة حتى بات اليوم في رصيدهم ما يكفي لإصدار ألبوم كامل وأكثر.
تتناول فرقة «مين» في أغنياتها أوضاعاً راهنة، من أحداث مستجدة وعابرة (أغنية «كمّلوا الحرب» خلال عدوان تموز 2006) أو حالات رثّة مكرَّسة (أغنية «طوزارات») أو مناسبات محدّدة («يلاّ نركض» لمناسبة ماراتون بيروت الدولي). من جهة ثانية قد يكون النصّ خاصاً/ عاماً في الوقت عينه (بكاسين)، وقد يستعيد ذكريات الطفولة (صحن وشمعة)...
موسيقياً، لا تقدّم «مين» أي جديد (حتى عندما تزج محطة فولكلورية تهكمية في قلب أغنية روك)، فهي تستنسخ تركيبة العديد من فرق الروك البريطاني وأنغامها، وتلتصق بـ«البيتلز» في بعض الأحيان (كأغنية «كمّلوا الحرب» من وحي أغنية Imagine لجون لينون). وتنجح الفرقة كلما ابتعدت عن الجدّية واقتربت من السخرية والتهكم، علماً بأن فؤاد يتمتع بصوت متمكن من نمط الغناء هذا، وهو قادر على الأداء بجدارة في الأحوال كلها.
لكنّ أبرز ما قدّمته الفرقة، هو كليب أغنية «وزارات». إنه عملٌ ناجحٌ مستوحى من «توم أند جيري». كلمات هذه الأغنية تطال الوزارات الأساسية وأسلوبها في العمل والتعامل مع المواطنين، وقد وجدت معانيها مشاهد في هذه الحلقة أو تلك من برنامج الصور المتحركة الشهير، فقُطّعت بدقّة نسبة لمسار الأغنية. في حفلة هذا المساء، تقدّم «مين» أغانيها المعروفة، إضافة إلى سبع أغنيات مغمورة (جديدة وقديمة غير منشورة) ويشارك في أدائها إلى جانب الأخوين يمين، طوني (غيتار) وفؤاد (غناء)، كلّ من جوزيف همّام (غيتار)، برنار نجم (كيبورد)، مكرم أبو الحسن (باص) ورالف شويري (درامز)، إضافة إلى كورس من أربع فتيات.
8:30 مساء اليوم ــــ «مسرح دوار الشمس» (الطيونة، بيروت) ــــ للاستعلام: 01/381290