strong>محمد عبد الرحمنلو اكتفى المنتجون ـــــ وخصوصاً الجهات الحكومية الثلاث (قطاع الإنتاج، «صوت القاهرة»، ومدينة الإنتاج الإعلامي) ـــــ بالبحث عن نصوص تناسب يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وليلى علوي، أو حتى أسماء أكثر شباباً مثل شريف منير ومنة شلبي وهشام سليم وصابرين، لكان عشرات النجوم والمئات من الفنيين عانوا من بطالة مزعجة. ليس هذا فحسب، بل إن البلاتوهات ومواقع التصوير ستغلق أبوابها معظم أشهر السنة. انطلاقاً من هذا الواقع، تكوّن في مصر خلال السنوات الأخيرة ما يمكن تعريفه بـ«مسلسلات الظل» التي لا تعتمد على نجوم الصف الأول في التمثيل والإخراج والتأليف. وهي مسلسلات تُنتَج بميزانية قليلة بما يثير الانتقادات ضد الجهات الحكومية لأنّها لا تسوّق خارج مصر.
كذلك فإنّ هذه الأعمال تعرض فقط على القنوات المحلية، وطبعاً ليس في أوقات الذروة، ما جعل كثيرين يعترضون على احتساب قوة الدراما المصرية بكمّ المسلسلات الذي يخرج سنوياً إلى الشاشة. بل تزيد الانتقادات إلى حدّ اتهام تلك الجهات بإهدار المال العام بسبب الإنفاق على أعمال لا تحقق أرباحاً من جهة، ولأن ميزانية خمسة مسلسلات يمكن أن تنفق على عمل درامي واحد يستحق كل هذه المبالغ، إذ ليس منطقيّاً ـــــ كما يقول المعارضون ـــــ أن تترك مسلسلات وأعمال تاريخية في أيدي القطاع الخاص والمنتجين الخليجيين، ويدّعي المسؤولون عن الإنتاج الحكومي أنهم لا يستطيعون توفير ثلاثة ملايين دولار مثلاً لمسلسل في حجم الملك فاروق. هكذا، يقرأ المشاهدون حالياً عن مسلسلات قد لا يتابعونها أصلاً على الشاشة في رمضان، منها على سبيل المثال لا الحصر «فتيات صغيرات» للمخرج عادل الأعصر، بطولة نهال عنبر وعلا غانم وأحمد خليل، والذي يقدم نماذج لمشاكل تواجهها فتيات في العشرينيات. كما بدأ المخرج مدحت السباعي بتصوير مسلسل «مشاعر في البورصة» لهشام عبد الحميد ونرمين الفقي، وهو إنتاج مشترك بين «صوت القاهرة» والمنتج عادل حسني. ويتيح العمل البطولة لعارضات وفنانات مغمورات مثل هبة السيسي وهبة عبد الحكيم وحسناء سيف الدين والعراقية كلوديا حنا، لتكون هذه المسلسلات بمثابة البوابة الخلفية لتقديم العارضات كممثلات لهن إنتاج في السوق.
أما مسلسل «زهرة برية»، فيعطي للراقصة دينا أول بطولة مطلقة في وجود يوسف شعبان. ويدور العمل بالكامل في المجتمع البدوي في سيناء (!!).


خارج السباق