ربى صالحبدأت استراحة رزان، بعدما ختمت السبت الماضي الحلقة الأخيرة من برنامجها «هو وهي» على mbc1، وطارت إلى الأرجنتين لمتابعة مهرجان موسيقي لمصلحة المحطّة، بينما تشارك مع هالة فاخر وشيرين في أحداث السيتكوم الجديد «بيت العيلة» للمخرج محسن أحمد. شوط كبير قطعته «عصفورة المذيعات» ــ كما يحلو للبعض تسميتها ــ منذ عملها أوائل التسعينيات وهي أصغر مذيعة على شاشة «المستقبل» آنذاك. يومها، أدركت سريعاً أنّ النجاح يستوجب عملاً وجهداً، فقضت أربع سنوات... وفي 1994 طارت إلى لندن بعدما تعلّمت أصول اللغة وإلالقاء على يد الراحل عمر الزين. هناك، دخلت إلى عرين مذيعة لبنانية ثانية هي رانيا برغوت (إحدى مقدمات برنامج «كلام نواعم») واستقطبت أعلى نسبة من الجمهور، فسقطت أسهم برغوت عند المشاهد السعودي والعربي ومن وصَله «الساتلايت» يومذاك، نظراً إلى أنّ mbc كانت المحطة الفضائية الأولى في العالم العربي. برنامج «صباح الخير يا عرب» وضعها على السكة الصحيحة، فكانت «الطفلة الغول» التي أدارت رأس المعلن الخليجي وحصدت نسبة عالية من الرعاية الإعلانية.
طوال السنوات التي تلت عملها في «أم بي سي»، شغلت عقول الشباب ونجحت في استقطاب المشاهد بعدما خلعت عباءة التقليدية وأحبّها الشباب العربي.
razmania و Pops and Tops وغيرهما من البرامج عبَرت الهواء، واصطدمت أحياناً بالرقيب. هكذا، أوقف Pops & Tops بعد حلقة خاصة بعيد العشاق. لكنّ رزان لم تستسلم. وبمباركة المدير العام للمحطة وليد آل إبراهيم، استقلّت قافلة المهرجانات العالمية ـــــ تسعفها في ذلك لغتها الإنكليزية ـــــ لإجراء مقابلات مع نجوم العالم الغربي... كلّ ذلك أسهم في تكريس نجوميّة رزان واستثمرتها mbc حتى النهاية، فكانت الوحيدة التي تقدّم المناسبات الكبيرة الخاصة بالمحطة، ومدّت أواصر الصداقة مع ممثلين وسياسيين من أمير موناكو إلى شاكيرا وبيونسي. وكانت العربية الوحيدة التي تشارك في توزيع جوائز «ميوزك أوارد» العالمية، وحلت مندوبة لمهرجانات MTV العالمية، وحصّنت موقعها في المحطة السعودية قبل انتقالها إلى دبي لبدء مرحلة جديدة.
جاء برنامج «فانتازيا» عام 2002 ليكرّس نجاحها أكثر فأكثر، إذ كان أول برنامج ضخم يستقبل نجوم الصف الأول بعدما ارتكز على الحوارات الساخنة والإبهار المشهدي والعروض الضخمة. وقدم رزان محاورةً ملمّةً بما يحصل. وأمام هذا النجاح، جاءت الخطوة التالية: قرّرت رزان أن تُصبح مغنية. اشترت الكلمات والألحان ودفعت من جيبها الخاص. ورغم التقنية العالية لعملها الأوّل «لو حب ده»، إلا أنّه لم يكرّسها مغنيةً... ثم نادتها القاهرة لتمثّل! قبلت التحدي، ووقفت أمام أحمد السقا في فيلم «حرب أطاليا» لكنه لم يجد الحفاوة المنتظرة ثم أمام مصطفى شعبان في مسلسل «العميل 1001»، وشاركت كذلك مع صلاح السعدني ونيكول سابا في مسلسل «عدى النهار» في رمضان الماضي، لكنّها لم تحقّق النجاح المتوقع، وظلّ حضورها التمثيلي ثانوياً. لكن إقامتها في القاهرة جعلتها محطّ غيرة بعضهم، فحيكت الدسائس لها. حتى إنّ المحامي الشهير نبيه الوحش حرّض على إصدار فتوى بهدر دمها ومنعها من دخول القاهرة في تموز (يونيو) 2008 على خلفية تصدّر صورتها بالمايوه غلاف مجلّة «لاونج» المصرية ومنعها أيضاً من التمثيل. هذه المسيرة الطويلة لرزان الإعلامية جعلتها واحدةً من مذيعات الصف الأوّل فيما أبقت السينما والغناء في مراتب متأخّرة.
رزان تبدو اليوم كأنّها تعيش في حيرة، وخصوصاً أنّ سنوات العسل مع mbc تواجه تحدّياً كبيراً يتمثّل في ابتكار أفكار جديدة تضمن استمراريّة المذيعة الثلاثينية ونجاحها... فأين ستجد نفسها رزان أكثر؟ مقدّمةً أم ممثلةً أم مغنيةً أم زوجةً كما تصرّح دوماً؟