… وفاز عوني الكعكي في انتخابات مجلس «نقابة الصحافة اللبنانية». الانتخابات جرت أمس في مقر النقابة (الروشة)، ورست على فوز لائحة رئيس تحرير صحيفة «الشرق» التي تضم 16 اسماً عن المطبوعات اليومية وغير اليومية: جورج صولاج (الجمهورية)، وليد عوض (الأفكار)، فيصل أبو زكي (الكوكب)، مارسيل نديم (الوقت)، عبد الكريم خليل (الهدف)، جورج بشير (رقيب الأحوال)، رفيق خوري (الأنوار)، جورج طرابلسي (الصيّاد)، فادي نون (أوريون)، طلال حاطوم (الزمان)، ثائر عباس (الشرق الأوسط)، غسان عميرة (تلغراف)، ياسر عكاوي (الدنيا)، غسان حجار (النهار)، بسام عفيفي (الحديث). كما فاز فيليب أبي عقل عن المطبوعات غير السياسية بالتزكية بعد انسحاب المرشحين نجيب صفا ووسيم الحلبي.
الانتخابات تنافس على رئاستها كل من الكعكي، ورئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، الذي لم يحضر أصلاً، لخلافة النقيب محمد البعلبكي (33 عاماً في المنصب) وسط مقاطعة واضحة من «حزب الله» و»الكتائب»، فيما شاركت «حركة أمل» (طلال حاطوم) والتيار العوني (مارك بخغازي).
أجواء من الفوضى والترقب سادت انتخابات النقابة وسط تخوّف من عدم اكتمال النصاب (47 +1) من أصل 92 مطبوعة مدرجة على الجدول النقابي. وقد اقترع ناخبو31 صحيفة يومية من أصل 55، و21 أسبوعية من أصل 22 ليصبح المجموع 52 صوتاً مع مقاطعة لـ 40 مطبوعة. الخوف من تطيير النصاب بدا جلياً على أمين السر السابق عبد الكريم الخليل قبل بدء الاقتراع، لكن ماذا حصل في ظلّ تأكيد المعارضة على تطييره قبل عملية الاقتراع؟ شوائب كثيرة طاولت عملية الترشح مع الحشد السياسي والإعلامي غير المسبوق لـ»تيار المستقبل» الداعم للكعكي. دعم تجلى في اتصالات مكثفة لشحذ الهمم، وصلت الى حد جلب مسافرين من غربتهم الطويلة كما حدث مع النائب باسم السبع، الذي كان «نجم» الحدث أمس. واقع الحال يلخصه عضو مجلس النقابة حسين قطيش لـ «الأخبار» الذي وصف عملية الاقتراع «بالمزورة». وقال إنّه جرى التلاعب بالجدول الانتخابي، فجرى التصويت بمقترعين/ات بدل آخرين مسجلين في الجدول. على سبيل المثال، هناك 3 مرشحين مسافرين (نبيل أبو زكي، مالك مروة، ومارسيل نديم) جرى التصويت عنهم أمام الملأ وعدسات الكاميرات، كما أُضيفت أسماء مقترعين في اللحظة الأخيرة كما حصل مع «الدبور». كذلك، تكرّر التزوير مع استبدال أسماء بأخرى مرفقة بالجدول النقابي كاسم جوزيف توتنجي (تلغراف) الذي ترشح عنه غسان عميرة (الغائب اسمه عن الجدول)، واسم حسن صبرا (الشراع) الذي حلت مكانه ماجدة صبرا في الاقتراع، كما «تخلّف» جورج صولاج، وطارق ترشيشي، وجاد صليبا، وطوني عيسى (الشعلة/الديار)، وعزيز المتني وآخرون من «الأسبوع العربي»، وصبت أصواتهم في لائحة الكعكي، بعدما كانوا إلى جانب سلام في معركته! هذا ما يوضح سبب ترجيح الكفّة لمصلحة النقيب الجديد عوني الكعكي. هذا إن لم نتحدث عن الشوائب التي اعترت عملية الترشيح من أناس لا يحق لهم أن يندرجوا على الجدول النقابي لأنهم موظفو دولة أو يرأسون شركات تجارية لا إعلامية. الاتجاه اليوم سائر نحو الطعن كما يؤكد قطيش، الذي سيجتمع مع سلام برفقة محامين اليوم، لينظروا في عناصر الطعن التي توضح وسائل التزوير والتلاعب الحاصل في الانتخابات. وكان قطيش قد رفع كتاباً إلى أمانة سرّ النقابة يطالب فيه بضرورة الاحتفاظ بأوراق الاقتراع لتنظر فيها المحكمة المختصة لاحقاً.
وفي اتصال مع «الأخبار»، علّق صلاح سلام على ما حصل بأنّه كان يتوقعه، مضيفاً أنّ الخلل كمن في تصويت ممثلي المطبوعات الذين أكدوا قبلاً بقاءهم على الحياد. وتابع أنّه سيرى ما سيخلص إليه اجتماعه اليوم بالذين قاطعوا الانتخابات في انتظار حيازته المحاضر الرسمية لعملية الاقتراع. وفي انتظار أن تأخذ عملية الطعن مسارها، من المقرر أن تقام انتخابات بعد غد في مقر النقابة لاختيار النقيب (الكعكي حكماً) ونائب النقيب وأميني السرّ والصندوق وباقي اللجان والهيئات التي تتبع لـ»نقابة الصحافة».




مشاهدات على الهامش

رغم التباس الأمر لدى دخولك الى انتخابات مجلس "نقابة الصحافة" الجديد أمس، بأن المكان المقصود هو نقابة للصحافة أم هي دار للعجزة مع هذه الطبقة الهرمة التي شاخت على كراسي النقابة العريقة، تطالعك مشاهدات تبدأ من الهمس بفوز مرشح المطبوعات غير السياسية فيليب أبي عقل قبل أن يعلن ذلك "لأن المركز ماروني" كما نما أحدهم لزميله قبيل عملية الإقتراع. اللافت أيضاً هو التصفيق والترحيب الذي لقيه رئيس تحرير صحيفة "الشرق" عوني الكعكي لدى اقتراعه وبات جميع الحضور يناديه ويهنئه "مبروك نقيب" قبل أن تفرز الأصوات. نجم الحدث كان بلا منازع النائب باسم السبع العائد من المهجر الباريسي بغية وضع صوته في صندوق الإقتراع، فسرق عدسات المصورين من جديد.
طبعاً وسط الترّقب والخوف من عدم اكتمال النصاب، كان الضغط بارزاً على وجه الكعكي المنشغل بهاتفه واتصالاته للتأكد من حضور المقترعين. وقبيل انتهاء عملية الإنتخاب، حضرت الإعلامية بولا يعقوبيان (صاحبة امتياز المجالس المصوّرة) التي سحبت اسم الصحافي ذو الفقار قبيسي كمدير مسؤول وسمّت نفسها مالكةً ومديراً مسؤولاً. حضرت متأخرة بسبب الإجراءات الأمنية المفروضة على قصر عين التينة بجانب النقابة، وكان اللافت هنا تجهيز الكعكي لظرف اللائحة وما كان على يعقوبيان الا وضع الظرف في الصندوق ثم غادرت بعدها.