عمل يتناول الزواج المختلط في المجتمع اللبنانيباسم الحكيم
الدراما المحليّة عائدة إلى Télé Lumière. المحطة الدينيّة المسيحيّة لم تنقطع عن عرض الدراما إلاّ نادراً، وإن كانت إنتاجاتها متواضعة نسبيّاً. واللافت أنّها تزيد من اهتمامها بالدراما، في فترتي الميلاد وأسبوع الآلام. هكذا، تعد القناة بعملَين دراميَّين في الأيّام المقبلة. إذ تبدأ غداً عرض السداسيّة الاجتماعيّة «قضية وطن» للمخرج جورج غيّاض الذي يَفتح لأول مرّة في الدراما التلفزيونيّة ملف المفقودين والمعتقلين في السجون غير اللبنانيّة، ويضيء على قصة حبّ بين شاب وفتاة من طائفتين مختلفتين. ويلعب بطولة العمل كل من ميشال الحوراني وسمر جميل في ثاني أدوارها التلفزيونيّة بعد «بين بيروت ودبي». بينما تُطلق المحطة من بعده سباعيّة «عدالة السماء» للمخرج شربل كامل.
هنا، يواصل الكاتب جبران ضاهر رحلته الدراميّة مع المحطة، بعد أعمال عدّة، بينها «عندما تأتي الساعة» و»لأجلك سأعود». ولعل «قضية وطن»، يستحقّ الرهان عليه، لكونه يطرح قضيةً شائكةً ومعقدة هي قضيّة المفقودين. تنطلق الأحداث من حكاية صداقة تجمع بين المسيحي منصور (فؤاد ضاهر) والمسلم أحمد (هاني أحمد). يعيش منصور وزوجته (ليلى حكيم) في هاجس البحث الدائم عن ابنهما فادي (جوزيف بوخليل)، فيما يبحث أحمد عن ابنه جهاد (جورج حرّان)، وهو الرجل المفقود منذ 25 سنة، بعد زواجه من فاتن (فاتن الطويل)، من دون أن يحظى بفرصة ليتعرف إلى ابنه خالد (الحوراني) الذي ولد أثناء اعتقاله. وبعد سنوات، وقع في غرام ابنة العائلة المسيحيّة ريما (جميل). ولما كان زواج الحبيبين يحتّم على الفتاة إشهار إسلامها، وهو ما ترفضه هي لتمسُّكها بالتعاليم المسيحيّة، ويرفضه أيضاً أحمد لعدم جرح مشاعر صديقه القديم، فكيف ستجد العائلتان الحلّ لجمع الحبيبين؟
يشرح ضاهر أنه «مهما كثرت الطوائف، فالخلاص هو في الإيمان، لا في التعصب»، موضحاً أنّه يعالج موضوع المفقودين من الناحية الإنسانيّة. ويضيف أنّ «علينا التطرق إلى مواضيع حياتيّة حسّاسة، تجاهلتها الدراما سابقاً، ومنها أيضاً قصة الحب بين خالد وريما، التي ستخلق نوعاً من الإرباك والإحراج للعائلتين المسلمة والمسيحيّة». ويثني على خطوة «تيلي لوميير» في إنتاج العمل قائلاً: «أدركت المحطة أهميّة الموضوع فتحمست لإنتاجه»، ويستدرك: «نحرص على طرح الموضوع بجرأة، لكن باحترام»، مشيراً إلى أنّ «قضية وطن» يمثّل «دعوة إلى الانفتاح من منطلق إيماني، ووقفة مع أهالي المفقودين، وبعيداً عن السياسة».
من جهته، يعلّق ميشال الحوراني (بطل العمل) بالقول إنّ «الهدف أهم من كل ما عداه، لكونه يطرح موضوعاً جديراً بالمتابعة، ويمثّل وقفة إلى جانب أهالي المفقودين الذين ما زالوا يعتصمون ويطالبون بالإفراج عن أبنائهم». ويرى أنّ «قضية وطن»، هو أحد أصدق الأعمال الدراميّة التي ستعرض على شاشاتنا، بصرف النظر عن الكلفة الإنتاجيّة المتواضعة بعض الشيء «لأن شخصياتنا في الدراما المحليّة، غالباً ما تكون من دون هوية أو انتماء إلى طائفة ومذهب بخلاف الواقع، فلا تجد في مسلسلاتنا علي ومحمد وأحمد وجوزيف وطوني، بل أسماء لا دلالات طائفية لها». ويضيف: «هنا أنا شاب مسلم، وأرى هذا بمثابة التحدي الأوّل لي لكوني مسيحياً في الواقع. وعندما عرض عليّ الدور، زاد فضولي للتعرف إلى الممارسات الدينيّة والإيمانيّة للمسلمين، علماً بأني ابن بيئة مختلطة في دير ميماس ومرجعيون التي تضم مسيحيين ودروزاً وسنة وشيعة». ويشرح: «خالد هو الشاب الذي فقد والده، ولم تتح له الظروف للقائه والتعرف إليه»، كاشفاً عن تحوّل كبير في حياة الشاب، إثر تعرضه لحادثة تغيِّر مجرى حياته صحياً وقد وضع كلمات المقدمة جويل عشّي ولحنها بيار مراد. ويدرك الحوراني التحدي الذي تتحمله شاشة مسيحية في تبني مثل هذا المسلسل «الذي يمثّل دعوة إلى التلاقي وتكريس صورة لبنان الحقيقيّ». وقد وضع كلمات المقدمة جويل عشّي ولحنها بيار مراد.
وبعيداً عن الدراما مع «تيلي لوميير»، يعد الكاتب جبران ضاهر بسلسلة أعمال، بالاتفاق مع شركة «رؤى للإنتاج». بعد نجاح مسلسل «بين بيروت ودبي» (للمخرج ميلاد أبي رعد) الذي كان أول عمل تعرضه LBC الفضائيّة في وقت الذروة (السبت والأحد والاثنين 21:30)، أراد ضاهر وشركة «رؤى»، استثمار هذا النجاح، حيث يستكمل حاليّاً كتابة «بين بيروت والكويت» (حمل سابقاً اسم «ليالي بحمدون»)، الذي سيجمع ممثلين لبنانيين وعرباً، لتسهيل تسويقه إلى العالم العربي. وسيتبعه بمسلسل يتبعه «بين بيروت وقطر». لكن لا يزال مبكراً تحديد موعد البدء بتنفيذهما. ويكشف ضاهر أنه اتفق مع الشركة نفسها على تنفيذ مسلسله «وجه بلا جذور».

يومياً 20:30 على «تيلي لوميار»


Zoom

عدالة السماءيعلن الحوراني أنّ «عدالة السماء»، سيكون آخر مشاركته مع «تيلي لوميير»، بعد رحلة صار عمرها أربع سنوات، وهو سيظهر في الحلقة الأخيرة من خماسيّة «مفترق طريق» على شاشة «الجديد» في الأسبوع المقبل. هنا، يبدو راضياً عن اختيار الكاتب له في مثل هذه الأدوار، التي تحتاج إلى إمكانات تمثيليّة واضحة.
ويؤدي في «عدالة السماء» دور ابن عائلة ثريّة، متعالٍ عن الماديات، إلى حدود المثاليّة. وقبل أن يقرر التخلي عن الحياة الدنيويّة والاتجاه إلى التنسك، سيظهر رامي في حياته العملية مع شقيقه ربيع في الشركة، الذي يؤدي دوره باتريك مبارك. ولا يختلف دور الأخير عن أدواره التي عرف فيها، ولا سيما شخصيّة الشاب الشرير والمتآمر، في معظم المسلسلات، ومن بينها «بين السما والأرض» للمخرج زناردي حبيس و«دعوة إلى المجهول» للمخرج غابي سعد.