استطاعت خلال فترة قصيرة أن تفرض نفسها إعلاميّةً ناجحة ومنافسة لأغلب المذيعات الخليجيات، أبرزهنّ طبعاً نجمة «روتانا خليجية» حليمة بولند
ربى صالح
لأكثر من عشر سنوات، سيطرت الإعلامية الكويتيّة حليمة بولند على عقل المشاهد الخليجي، وتحديداً الكويتي. وخلال فترة زمنية قصيرة، استطاعت أن تتحوّل إلى رمز المذيعة الكويتية، وسبقت منافساتها بسرعة. ولا شكّ في أنّ اختيار مدير «روتانا» تركي شبانة لبولند، إحدى مذيعات قناة «روتانا خليجية» في عام 2005، أسهم في ازدياد شعبيّتها. هكذا، بدأت بولند مسيرتها في «روتانا خليجية» ببرنامج للألعاب، ثم يمّمت شطر بيروت حيث استقرّت. وفي خلال أشهر، دخلت إلى عالم الصحافة فأصبحت نجمة غلاف تنافس أبرز النجمات اللبنانيات والمصريات... حتى توّجت «ملكة جمال المذيعات» في عام 2008. غير أن المذيعة المثابرة لم تقف عند هذه الحدود، بل أطلّت من القاهرة بفوازير رمضانية خاصة لتلفزيون «الراي» الكويتي، وعُرض البرنامج على أكثر من محطة. باختصار، يمكن القول إنّ بولند مثّلت ظاهرة غير عادية نافست أهم المذيعات وأبرزهن رزان مغربي على mbc. إذ قارن عدد كبير من الصحافيين بين الشابَّتَين بسبب عفويتهما وطريقة كلامهما على الهواء.
غير أنّ هذا النجاح الكبير لم يُسهم في انتشار بولند عربياً بما كانت تطمح إليه، إذ ظلّت في أغلب الأحيان حبيسة الجمهور الخليجي، ولم تتمكّن من بلوغ باقي البيوت العربية.
هكذا مرّت السنوات وبقيت المذيعة الكويتية المعادلة الصعبة والمذيعة الرقم واحد في الخليج، إلى أن وصل عام 2007. يومها، كان قد مرّ عام على افتتاح تلفزيون «الوطن» الكويتي، وظهرت على الشاشة شابة جميلة أبهرت ـــــ منذ إطلالتها الأولى ـــــ الجمهور الكويتي الذي لم يعرف طوال سنوات إلا حليمة بولند. المذيعة الجديدة لم تكن سوى حصّة اللوغاني التي بدأت مشوارها في برنامج «استريح». وشارك معها في تقديم البرنامج نجم «ستار أكاديمي 1» الكويتي بشّار الشّطي إلى جانب خالد الحربان.
اليوم، تكمل اللوغاني عامها الثاني مع «الوطن» وتؤكّد أنّها سعيدة جداً بهذه المحطةّ «التي خلقت نمطاً مختلفاً للإعلام المحلي الكويتي...». غير أنّ اسم اللوغاني لم يرتبط فقط بالمحطة الكويتية الجديدة، إذ ذاع صيتها بصورة أكبر حين ازداد الحديث عن تهديدها لعرش حليمة بولند الإعلامي. ورغم أن المذيعة الشابة (23 عاماً) ترفض هذا الكلام، إلا أنّ هذا ما يتردّد في الكواليس الإعلامية والفنيّة. «لم أسحب البساط من تحت أقدام حليمة. على العكس، أنا أحبها وأحترمها، لكنّ العفوية ربما التي أتمتع بها جعلت المقارنة بيننا جائزة» تقول اللوغاني التي ترى أنّ خبرة بولند أكبر من تجربتها في عالم الإعلام.
تدرك اللوغاني أنّ حليمة هي التي أرست قواعد اللعبة الإعلامية في الخليج، وتقول: «إنها إنسانة تتمتع بالذكاء والحيوية، ولها جمهورها»، وكل ما تتمناه اليوم كما تقول أن تكون ناجحة في عملها وتكون «ابنة كل بيت عربي». غير أن محاولة اللوغاني الابتعاد عن التصادم أو انتقاد بولند لا يدحض الحروب التي تشنّ على اللوغاني، وخصوصاً على الإنترنت ومجموعات
«فايسبوك».
أما عن اكتفائها بمحطة محلّية وابتعادها عن الفضائيات، فتقول اللوغاني: «حتى الساعة، لن أترك تلفزيون «الوطن». أنا لا أنسى فضل هذا المكان عليّ، لأنني ابنته في الدرجة الأولى، وأتمنى حالياً أن أكبر معه. كل هذا أسهم في نجاحي وأمدّني بالشهرة».