بشير صفير
في خضم الحفلات الكثيرة التي تشهدها بيروت هذه الأيام، حجزَ الفنان الشاب ريان الهبر وفرقته «بسيطة» ليلةً واحدةً لتقديم ثمرة جهود الزمن الفاصل بين حفلته الأخيرة وحفلة مساء غد الخميس. عندما تناولنا آخر نشاط للهبر في «مسرح مونو» (كانون الأول/ ديسمبر 2007)، عَنوَنّا مقالتنا: «بسيطة» متجدِّدة قلباً وقالباً. وتكمن المفارقة في أنّ هذا العنوان يصلح لمقالة اليوم. وبالتالي، لم يعد يصلح لمقالة الأمس. الخلاصة أنّ ريان الهبر يتبنّى التطوير والنقد الذاتي المستدام. لا يعلن عن حفلة جديدة قبل أن يكون قد راكم خبرات جديدة، أدّت إلى رمي بعض قديمه في سلة المهملات، وأبقت البعض الآخر بعد إعادة النظر، وأتت بجديد.
ليس هذا الأسلوب في التعاطي مع الموسيقى قاعدةً ضروريةً، فمِن المبدعين مَن يكتب أعماله بشكل نهائي، وكثيرون يراجعون إبداعاتهم باستمرار. أمّا ريان الهبر، فمحكوم بحقيقتين: الأولى، تَوافر الإمكانات التقنية، ما يسمح بتنفيذ أفضل ويخفف من التنازلات والتوليف لضرورات عدة (أبرزها العنصر البشري). الثانية، عدم اكتمال شخصية الفنان الموسيقية وعدم تحديد خياراته. من هنا، سيتكون برنامج حفلة الغد من أعمال جديدة (موسيقية وغنائية) لريان الهبر، إضافة إلى أعماله القديمة التي يقدمها بتوزيع جديد («تعا قلَّك»، «يا أهل السهر»...). جديد الهبر يضمّ الأغنيات «ميِّل عَ رواق»، «نتفة صوَر»، «سكِّر يا خيّي»، «أنا اللي حبّيت»، «كرمال اللي ماتوا للأرض» والمقطوعات الموسيقية «آرارات»، «سفارة في العمارة»، «يا معلِّم». وفي البرنامج موسيقى من تأليف جوليو عيد بعنوان «أول الغيث»، إضافة إلى أغنيتَيْن من ريبرتوار الفنان خالد الهبر، ومقطوعتَيْن موسيقيتَيْن للفنان زياد الرحباني («أبو علي» وموسيقى من مسرحية «شي فاشل») وأغنية بعنوان «بفلّ إذا بدِّك» (اشتهرت بصوت الفنان فيصل صعب في التسعينيات).
ويشارك في الحفلة إلى جانب ريان (بيانو)، جوليو عيد (باص)، سلمان بعلبكي (إيقاعات)، رزق الله قسطنطين (طبلة)، غسان سحّاب (قانون)، جهاد سعيد (درامز)، عثمان عيّاد (عود)، رامي معلوف (فلوت)، يوسف الفحل (كلارينت) وفهد حوّا (كمان)، بالإضافة إلى الكورس (لما أبو علي، شاديا أبي حبيب، سامي شمص وعلي صفوان).

8:30 مساء الغد ـ «مسرح المدينة»


دانييل بارنبويم يثير هذه الأيّام ضجّة في كواليس الثقافة المصريّة. قائد الأوركسترا الإسرائيلي ذو الأصل الأرجنتيني، سيأتي بدعوة من سفارة النمسا لإقامة حفلات في دار الأوبرا المصرية في 16/4. ارتفعت أصوات تندد بالزيارة، باعتبارها تمهيداً للتطبيع الثقافي، ولم ينفع تذكير آخرين بالدور الذي لعبه بارنبويم في دعم الشعب الفلسطيني مع إدوارد سعيد. أصابع الاتهام موجّهة إلى وزير الثقافة المصري فاروق حسني «المنشغل باسترضاء اسرائيل للفوز بمنصب مدير عام «الأونيسكو».