لم يكتفِ صاحب «جاز العزلة» بأن تكون صفته كاتباً جيداً. أراد أن يضيف إليها صفات أخرى، إنّه كاتب جيد ورسام متواضع وصاحب هواية مدرّبة على الرسوم المصوّرة. وهو يبدو في معرضه «بوم بوم بيروت» الذي ضمّ 20 لوحة كأنّه يقدم مجموعته القصصيّة «حرب الشوارع» مرة أخرى لكن بنسختها المصوّرة الآن. يرسم شهوان هذه الشخصيات الناحلة بشعر طويل متنقّلاً بها من لوحة إلى أخرى، مرةً تظهر وهي تعزف على القيثارة مثلما هي في لوحة Rolling stones، وأحياناً نرى تلك العصابة تصوّب الأسلحة. ولن ننسى ظهور هذا الشاب الطويل مرة واحدة واضعاً على رأسه ريش الهندي الأحمر، ولا يخفى على أحد ما يحمله رمز الهندي الأحمر من دلالة.
في المعرض الفردي الأول لصاحب «شاب يغتسل بمفرده»، توحي اللوحات بشعور جمعي بالغضب، لكن شخصياته تبدو لشدة تماثلها في الشكل أولاً والمضمون ثانياً، كما لو كانت شخصاً منفرداً حقاً، غاضباً وحاقداً على العالم، وهو يذكرنا كثيراً بأغنية الـ«رولينع ستونز» Paint it Black التي يقول أحد مقاطعها «أريد أن أدير رأسي، حتى يختفي ظلامي». الظلام هنا يبدو نابعاً من أفكار اللوحة بينما يخفق إنجازه لها في وضعها في مصافّ الأعمال الفنيّة الجيدة. مسألة تكشفها مقارنة من المتلقي العادي بين هذه اللوحات وروائع الـ«بوب آرت» الذي تحاول تقليده ولا تنجح، أو الـ«روك آرت» الذي أخفقت في بلوغه... أو الرسوم المصورة وهي فن ممتع بلا شك ولوحات شهوان اقتربت من هذا الشكل الفني الأخير أكثر من أي نوع آخر. ربما لا يريد شهوان نفسه تصنيف لوحاته، أو يريدها مزيجاً «شهوانياً» خاصاً. فيما يثابر بعض المتلقّين على البحث عن هوية لها.
ومن ناحية أخرى، يلفت حقاً تشابه الشخصية في الرسم مع شكل شهوان نفسه... كأنّنا أمام أوتوبورتريه للفنان حين كان شاباً. أو أوتوبورتريه لحياة مرّت على هذا النحو من القتل في الشوارع إلى الموسيقى والنساء. رولينغ ستونز، بوب ديلان، السيارات، الفتيات، الأشرار كلهم يجتمعون في معرض «بوم بوم بيروت»، الوجوه البشعة والأفكار القتالية. حتى النظرة إلى المرأة، تظهرها منتهكة ومهملة كأنها لا شيء ولا مبالية... مثل أعماله: «حينما كنت عاشقاً» و«مجرد عاهرة حزينة» و«أنا سيئة وسعيدة».


حتى 11 الحالي ـ «زيكو هاوس» (سبيرز ــ بيروت) ـ 03/614355