نوال العليصدر العدد الرابع من مجلّة Publio. وفي منزل ناجي زهّار في حي الجمّيزة، أقيمت حفلة إطلاق هذه النسخة. كانت الهويّة قاسِماً مشتركاً للقراءات التي قدّمت، وأسهم الفضاء الذي احتضن الاحتفال في طرح أسئلة الهويّة من خلال هذا البيت البيروتي. أنت تجتاز الحانات الصاخبة وتصعد درجاً منزوياً، فتجد الحديقة في الأعلى! ألا يجعلك هذا تفكّر في هويّة الحي؟
اختارت Publio مكاناً يناسب مزاجها. تحمل الفصليّة شعار «الثقافة في نقطة الغليان»، يمكنك تأويل هذه النقطة كما تشاء، الشرق الأوسط، أو لبنان نموذجاً للغليان، وربما العالم بأكلمه، ولن نغفل نقطة الغليان الأصلية أيضاً: الفرد. في العدد الجديد، تقرأ مقالاً للأميركي شون لي، بعنوان «العربية للمحبين». وقد قرأ هو المقال نفسه في الأمسية، مع عرض لخيال الظلّ اشترك فيه رئيس التحرير عماد عطا الله. تضمّنت المقالة مفارقات ذكيّة في لغة الحب بين العربية ولغات أخرى، تمشي جنباً إلى جانب مع قصة حبٍّ عاديةٍ يعرفها الجميع.
أمّا المعماريّة منى الحلاّق فتقول: «أرجو «إعادة الإعمار» إلى أصحابه». وتستعرض من خلال الصور هوية بيروت المعمارية، والتغيّرات التي سحقت هذه الهوية بحجّة إعادة الإعمار. ومن خلال سرد قصة «متحف ذاكرة بيروت» تؤكد أن تراكم الهويات المفتعلة لن يفلح في انتحال هوية الماضي.
التوأمان مايا ولين عرضتا شريطاً عن معنى التوأمة ومفهوم الاختلاف ودلالات التشابه أيضاً، وقرأت يمنى فوّاز قصيدةً تحولت فيها دقات الساعة إلى أجراس كنيسة، في نهار يمرّ بطيئاً على امرأة تتأمل في هوية جسدها. حاولت Publio ـــــ يعني اسمها «صديق الشعب» ـــــ أن تجعل من حفلة إطلاق عددها الرابع فرصةً لتفتح أزرار قميصها أكثر. وكان مساء أول من أمس أقرب إلى عصف فكري بين الجمهور والحدث. وهي باهتمامها البالغ والمدهش بالصورة، وتصميمها الجمالي الرفيع، اختارها The Photographic Resource Center واحدةً من بين أفضل ثلاثين مجلة مؤثرة في فن التصوير. كذلك اختارت The Library Journal المجلة المسجّلة في بوسطن وتُطبع في بيروت ضمن أفضل عشر مجلات في الولايات المتحدة.
تنأى Publio عن نشر أيّ إعلان تجاري، وتعتمد في تمويلها على التبرعات الخاصة والاشتراكات. وهي بذلك تريد أن تقول: ما زالت الثقافة والفن وحدهما جديرين بالاحتفاء بعيداً عن ضجيج السوق.
www.publio.com