سواء كان السبب مؤامرة أو الأزمة المالية العالمية، فإنّ رمضان 2009 لا يبشّر بالخير للأعمال المصريّة: هي لم تعد مطلوبة كالسابق، بل صارت تأتي بعد المسلسلات الخليجية والشامية... وحتى التركية
محمد عبد الرحمن
حتى الآن، لم تتّخذ محطة mbc قراراً نهائياً بشأن المسلسل المصري الذي ستعرضه لجمهورها في رمضان المقبل. لم يعد الوقت مبكراً كما قد يظن بعضهم، وخصوصاً إذا علمنا أنّ «دبي» و«الراي» و«روتانا خليجية» اختارت بالفعل نجومها المصريين في رمضان المقبل، و«أبو ظبي» على الطريق. بالتالي، يبدو مستغرباً أن تظلّ القناة الأولى عربياً حائرة تجاه موقفها من الدراما المصرية التي تشهد هذا العام حضوراً مكثفاً للنجوم الكبار المستمرين منهم والعائدين، ووفرة مسلسلات لنجوم الجيل الجديد الطامحين إلى مناطحة الكبار. وسط كل هذه المشاريع، لا تزال mbc تتفاوض بشأن ثلاثة أعمال وفق ما قالت مصادر في قطاع تسويق المسلسلات المصرية. والأعمال الثلاثة هي مسلسل «حكايات بنعيشها» لليلى علوي، و«كلام نسوان» للوسي ، و«ليالي» للممثلة الشابة زينة. وهذا الأخير مرهون باقتناع إدارة المحطة بأنّه يتناول قصة المغنية الراحلة سوزان تميم، أو يلامسها ملامسة مباشرة. وقتها فقط، سيكون صاحب الحظ الأوفر. لكن في جميع الأحوال، سيكون العمل المصري الوحيد المتاح لجمهور أكبر فضائية عربية! وهي ملاحظة يمكن قراءتها على مستويات عدّة، أوّلها أنّ mbc ترسّخ حقيقة تروّج لها إدارة القناة منذ عامين وهي أنّ الدراما المصرية لم تعد مطلوبة بالدرجة الكافية في الدول الخليجية، وأنّها تأتي ثالثة بعد الخليجية والشامية في رمضان، ورابعة باقي شهور السنة لأنّ التركية تنافس بقوة. بالتالي اختارت القناة في رمضان الماضي مسلسل «بعد الفراق» لخالد صالح، الذي تابعه المصريون على محطات أخرى، بينما رأت أنّ مسلسل «شرف فتح الباب» ليحيى الفخراني لا يستحق سوى العرض الثاني بعد رمضان مباشرة. تلت ذلك مسلسلات عدّة مصرية آخرها «العنكبوت» وكلّها لا تحظى بأي ترويج إعلامي من القناة، ولا يجري التنويه عنها في البيانات الصحافية المرسلة، ليصبح السؤال: هل فقدت الدراما المصرية بريقها إلى هذا الحد، وهل ما يصوّره نور الشريف ويحيى الفخراني ومحمد صبحي ونبيلة عبيد وليلى علوي... لا يوجد فيه ما يروق إدارة mbc التي ترى أنّ كل ما تشتريه من مسلسلات سورية وخليجية أفضل في المستوى. وإذا كان الأمر «مؤامرة» كما يرى بعضهم، فكيف تستغني القناة عن ملايين المصريين الذين التفّوا حولها قبل عامين فقط عندما عرضت لهم حصرياً «الملك فاروق» وقبله مسلسلات مصرية ناجحة؟ الإجابة لدى أصحاب نظرية المؤامرة تفيد أنّ المعلنين على الشاشة السعودية لا يهمّهم عدد الجمهور المتوقع للمسلسل، بل توقيت العرض وارتباط الجمهور الخليجي بالقناة، وما تعرضه حتى لو لم يكن الأفضل. حسناً كيف يتصرّف المنتجون المصريون مع الواقع الجديد؟ الجميع يؤكد أنّ المهم ليس إثبات المؤامرة أو نفيها، بل التعامل مع الأمر الواقع، لأنّ أصداء ما يحدث مع mbc تؤثر بشكل أو بآخر في باقي القنوات الخليجية. إذ إنّ المحطة التي كانت تشتري أكثر من مسلسل ستكتفي بواحد، والنجوم الكبار لن يجدوا فرصاً عديدة خارج قنوات مصر على عكس السنوات السابقة. بالتالي المهم الآن البحث في كيفية الحدّ من الخسائر، فالتفاؤل الذي أحاط بالسوق الدرامية بداية العام الحالي، وعودة كل الغائبين تقريباً وإعطاء الفرصة لأسماء جديدة لم يعد مستمراً. الكل يفكر في حلول للخروج من الأزمة، وضمان التسويق المبكر للمسلسلات، وخصوصاً مرتفعة الكلفة: حتى الآن «خاص جداً» ليسرا مع «دبي»، و«حدف بحر» لسمية الخشاب مع «الراي» بينما اشترت «روتانا خليجية» «أبو ضحكة جنان» الذي بيع لقنوات عدة أخرى. أمّا الشاشات اللبنانية، وخصوصاً «المستقبل» وLBC فما زالت تدرس الموقف على أن تُعلن قائمة مسلسلاتها قبل نهاية الشهر. ولأنّ هذه المحطّات لم تعد وافرة الإنفاق في ما يخصّ المسلسلات المصرية ـــ وإن كانت تصر على وجودها على عكس القنوات الخليجية ـــ فإنها لن تحمي المنتجين من الخسائر. هكذا، تدخل مسلسلات نور الشريف ويحيى الفخراني ونبيلة عبيد ومحمد صبحي في جدل يتعلّق بمدى قبول القنوات الخليجية لها، وكيف ستوازن القنوات المصرية بين كل هذا الكمّ من المسلسلات. لكنّ تلك القنوات، وخصوصاً «الحياة» و«بانوراما دراما» ستسهم بكل تأكيد في تخفيف حدة الخسائر المتوقعة، على أساس فرضية إنتاج 40 مسلسلاً هذا العام بمتوسط إنفاق 15 مليون جنيه لكلّ مسلسل، فإن اجماليّ ميزانية الدراما المصرية هذا العام يبلغ حوالى 100 مليون دولار. ويُتوقع أن يسترد المنتجون نصفها فقط من التسويق الخليجي والمحلي، على أن تُعوَّض باقي الكلفة من عمليات إعادة البيع، التي ستؤثر نتائجها كثيراً في حركة الإنتاج الدرامي في مصر عام 2010.


وعد مش مكتوب

انضمّ الممثل المخضرم محمود ياسين (الصورة) إلى قائمة نجوم رمضان 2009، ليكون الشهر موسماً لعودة الكبار مع محمد صبحي وليلى علوي ونبيلة عبيد. فيما تأكد غياب سميرة أحمد للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. ياسين يعود في مسلسل «وعد مش مكتوب» (تأليف علي عبد القوي الغلبان، وإخراج محمد حلمي). ويتناول العمل قصّة مراد البهي (ياسين) المسؤول الفاسد الذي يتغيّر جذرياً بعد تعرّضه لمرض عضال. عودة ياسين إلى الدراما تتزامن مع عودته القوية إلى السينما. إذ قدم فيلمين في العام الأخير هما «الجزيرة» و«الوعد»، ويصوّر حالياً فيلم «عزبة آدم».