قصة حب من زمان الطائفيةباسم الحكيم
هذا المساء، ولأوّل مرّة في الدراما اللبنانيّة، ستدقّ أجراس الكنائس وتعلو أصوات المآذن. سنشاهد الحي الشعبي المسلم ونستمع إلى خطبة الشيخ، وسنغوص في البيئة المسيحيّة ونستمع إلى عظة الخوري. هذا المساء، يطلق «الجديد» مسلسل «لأنّه الحب» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج إيلي فغالي وبطولة باسم مغنية، داليدا خليل، يمنى بعلبكي، طوني عيسى، ألكو داوود، عمر ميقاتي، تقلا شمعون، منى كريم، عماد فغالي، يوسف بظاظا وفيصل أسطواني، في 11 حلقة تلفزيونيّة نفّذت إنتاجها شركة Pro Production التي يملكها المخرج.
هنا، نتعرف إلى نماذج لم نعهدها بهذا الوضوح في مسلسلاتنا، ونلاحظ صورة مغايرة للشارع اللبناني بطوائفه المختلفة. ليس مهماً ما جرى قبل البدء بالتصوير، واستبدال المخرج إيلي فغالي للبطلة الأساسيّة نادين نجيم (بطلة «خطوة حب» أيضاً)، بداليدا خليل البطلة الثانية في مسلسل فغالي السابق «دقة قلب»، أو نينا أيضاً في سيتكوم «Fifty فيفتي». وقد يعيد الكاتب النظر في عدم التعاون مع المخرج الذي استبدل البطلة من دون أن يبلغه ولو هاتفيّاً. الحكم على العمل بمجمله وعلى أداء البطلة الجديدة، سيكون بعد مشاهدة قصة حب تجمع بين شاب مسلم فقير وفتاة مسيحيّة ثريّة، وبين شقيق الفتاة وشقيقة الشاب المحجّبة، تماماً كما في دراما الشام والقاهرة، وربما تعيد إلى الأذهان أحداث مسلسل «ليس سراباً» للمخرج المثنى صبح.
يصف فاخوري القصّة بأنّها «فتح جديد في الدراما اللبنانيّة» ويقول: «زينة صابر فتاة جامعيّة، تعيش حياة أرستقراطيّة في بيئة ميسورة، والدتها «متفرنجة»، وهي خطيبة ناجي، ابن بيئتها. في المقابل، نرى أحمد الشعار، شقيقته المحجبة هدى ووالدته فاطمة ووالده مصطفى طريح الفراش لإصابته بترقق العظام». يضيف: «ليس هناك قصة حب، ليكون العمل كيف سيواجه الحبيبان المجتمع والأهل، إذ ينشأ الحب بينهما، حين تتعرف إليه في موقف للسيارات، حيث يعمل لتأمين مصاريف دراسته ولإعالة أهله. وعند خروجها من الملهى الليلي، يراه أستاذه في الجامعة الذي يرتبط بقصّة حب مع تلميذته كارمن وهي صديقة زينة. يتذكر الشاب الذي اتهمته زينة قبل ذلك، بأنّه سرق سوار الماس. وسرعان ما يتبين بأنه وجد السوار على الأرض، وأنّه خبأه داخل السيارة، كي لا يسرقه أحد. على رغم فقرة وأحواله المعيشية الصعبة، رفض أن يمد يده إلى ما لا يملك، يقول لها في مشهد: «أنا فقير لكن لست سارقاً». حتى الآن، تبدو الأمور طبيعيّة، وما من جديد تحت شمس الدراما اللبنانيّة. لكنّ الحكاية تبدأ حين نتعرف إلى طائفة كل من الحبيبين بوضوح. الحبيب مسلم فقير، والحبيبة مسيحية غنية. يشرح فاخوري: «تحذرها صديقتها، هذا مسلم، فتجيب زينة وإن يكن، لكنها تصمت لبرهة عندما تفكر بالموضوع». وتتوسع دائرة الحب، فهدى المسلمة ستقع هي أيضاً بغرام صاحب المعمل المسيحي، وتتبدل الصورة عندها، حينما تتعرف إلى شقيق زينة المسيحي طبعاً.
واقع محاط بالأشواك يواجه الأحبّة، كان الحل دوماً في واقعنا ومسلسلاتنا القليلة، هو هرب الأحبّة نحو الزواج المدني في قبرص. وإذا أرادوا الطلاق، فمحاكمنا مفتوحة لهم ليطلقوا مدنياً، كما في حال قصة يكتبها مروان نجّار عن الطلاق المدني، وهذا موضوع آخر. ولإضفاء مزيد من الواقعيّة على أحداث «لأنّه الحب»، اتفق الكاتب والمخرج على إسناد أدوار المسلمين إلى مسلمين، وإسناد أدوار المسيحيين إلى مسييحين، أي فرز طائفي حتى في الدراما. يدافع فاخوري: «تهمّني اللهجة والتصرف»، لكن ألا يتكلّم أبناء المنطقة الواحدة، لهجةً متشابهة؟ ثم ألستَ مَن كتب حوار المسلمين والمسيحيين في العمل؟ يسارع إلى التأكيد «لا أتكلم عن أولاد المنطقة الواحدة، لا أعني اللهجة الجنوبيّة والشماليّة، بل كلمات وربما أحرفاً، يقولها المسلم بخلاف ما يقولها المسيحي، أضف إلى ذلك أنّني كتبت ملاحظات للممثلين، بأن هذه الجملة تقال على الطريقة المسيحية وتلك على الطريقة المسلمة، وطلبت من المخرج أن يترك الممثل يتكلم على عفويته». يعتبر أنّه «ليس بالضرورة أن يكون كل شيء في حياتنا وفي الدراما «كليشيهات»، ثم لماذا تريدني أن أعلّم المسيحي، كيف يصلي إسلاميّاً ويأخذ المسلم دروساً في كيفيّة الصلاة على الطريقة المسيحيّة؟ فليصلّ كل منهما، كما يصلي هو في حياته اليوميّة.

كل أربعاء 21:30 على الجديد


المحجّبات اللبنانيّات

المحجّبات دخلن الدراما اللبنانيّة من بوّابة «لأنه الحبّ». هنا، سيعشن قصص الحب الممنوعة وسيواجهن المجتمع، وربما يصل بهنّ الأمر إلى حد التمرّد على التقاليد. هذه أكثر صورة سيحفظها المشاهد عند متابعة مسلسل لبناني، وخصوصاً أننا لم نعتد ظهور المحجبات في مسلسلاتنا إلا على شاشة «المنار»، وفي أعمال مباشرة ومتواضعة الإنتاج. كما ظهرت المحجبة مرّة وحيدة على LBC في مسلسل «حلم آذار» للكاتب مروان نجّار، حيث جسدت الدور أنجو ريحان. وسيكون للمحجبة هدى (يمنى بعلبكي) خطها الدرامي، حيث رسم لها الكاتب شكري أنيس فاخوري حياتها الخاصة في منزلها ومع عائلتها المتديّنة وبيئتها، وكذلك في مكان عملها، حيث ستتخطى الخطوط الحمر أحياناً. فهل يكون «لأنّه الحب» خطوة أولى على طريق تقديم دراما أكثر واقعيّة.

دراما سياسية


معاناة الشعب الصامت والمواضيع الحياتيّة، لن تكون حكراً على نشرات الأخبار. إذ اتفق الكاتب شكري فاخوري مع LBC، على الإضاءة على الواقعين الاجتماعي والسياسي في دراما سياسيّة يصفها بـ«الضخمة» ستعرض قريباً