strong>أحمد الزعترينشَدَ «ملتقى حكايا الثاني» الذي اختُتم أمس في عمّان إعادة الاعتبار إلى «الحكمة والعافية، في عصر أطلق فيه العنان للعقل كي يسيطر على الإنسان والمادة». انطلق المشروع بعد اجتماع 30 مختصاً في مجالات تشجيع القراءة والكتابة ومحو الأميّة في عمّان، ضمن ورشة عمل نظمتها «الأونيسكو» و«الملتقى التربوي العربي». يومها ظهرت فكرة استخدام الحكاية في كونها مشروعاً ثقافياً خارجاً عن الأطر الرسميّة، وترسيخها وسيلةً لـ«قراءة الحياة». 27 حكّاءً من المغرب، مصر، الأردن، فلسطين ولبنان قدَّموا على مدار ستّة أيام حكاياتهم في مناطق أردنيّة ضمن حدث نظّمه «مسرح البلد» و«معهد الدراما السويدي» و«المركز العربي للتدريب المسرحي»، و«المركز الثقافي الفرنسي»، بدعم من «أمانة عمّان الكبرى» في إطار احتفالاتها بمئوية عمان. افتتحت فرقة «الفنون الشعبية الفلسطينية» الملتقى بعرض «رسالة إلى...»، وهو مجموعة لوحات راقصة مستمدّة من أعمال ناجي العلي. وتخلل الافتتاح إطلاق فيلم وكتاب «حجر صقلته المياه» المقتبس من مقطع لقصيدة «لاعب النرد» للراحل محمود درويش (من أنا لأقول لكم ما أقول لكم ولم أكن حجراً صقلته المياه فأصبح وجهاً)، وهما توثيق لقصّة «حكايا» والمنظمات المشاركة فيه.
وتنوّعت العروض، فقدَّمت فرقة «مسرح المدينة» من المغرب عرضين في «غاليري أدراج»، وفي «مسرح البلد» لحكاية «رطل ونص رطل»، وهي قصة شقيقين مع السرقة. كذلك قدّمت رنين بشارات (فلسطين) حكاية «أم منى» بطريقة «الستاند أب كوميدي».
وضمن تظاهرة «حكايا الحرب»، حضر المخرج المسرحي روجيه عسّاف في مونودراما «بوابة فاطمة»، المشغولة بالحكي عن عدوان تموّز 2006. هكذا، تعرّف الجمهور الأردني إلى تجربة عسّاف المتميّزة في مسرح الحكواتي على مدار 40 عاماً. كذلك شاركت لانا ناصر (الأردن) بـ«نقوش على حجر»، وعارفة رسولة (عارفة وأخوتها) نورا أمين (حكاياتنا) وسيد رجب (مذكرات الفرماوي) من مصر ودنيس أسعد (حكايات مقدسية ترويها حيفاويّة) من فلسطين وبرالين جيبارا (لبنان/ فرنسا)، إضافةً إلى «سوق الحكايات» مع حكايات شعبية وتراثية متوارثة، مع حكّائين شباب من الأردن وفلسطين. تخللت الملتقى ورش عمل عن فنّ الحكي، بينما عرض ضمن «سينما الحكايات» فيلما «مدينة الله» للبرازيلي فيرناندو ميريليس و«ذاكرة مثقوبة» للأردنية ساندرا ماضي. كذلك نظّمت «مؤسسة أزكى دنيا» معرضاً مختصاً بكتب الحكاية والسيرة الذاتية. وقد وقّعت فيحاء عبد الهادي ومنير فاشه على هامشه، كتابهما «لو أملك الخيار» (بالعربيّة والإنكليزيّة) عن قصص من الحياة اليوميّة لفلسطينيات خلال الانتفاضة الثانية.