التيار» يتهمّ خصمه بشراء الأصوات، و«القوات» تأخذ عليه التبعية والعمالة لسوريا وإيران. المواقع الإلكترونية استعدّت لـ«الحرب» بسيل من الاتهامات والتحريض وحتى... التهديد
ليال حداد
«كارلوس إده يصادر الهويات في كسروان»، «بين التزوير والتجنيس وخطف منافسيه... بنى ميشال المر امبراطوريته المتنية»، «نائبا كسروان فريد الخازن ويوسف خليل يتأففان من ميشال عون».... تلك هي عيّنة صغيرة من الأخبار و«التحقيقات الصحافية» التي بدأت تنشرها المواقع الإخبارية الحزبية (وغير الحزبية) منذ انطلاق المعركة الانتخابية. موقع «النشرة» كان أوّل من أطلق القسم الانتخابي قبل سبعة أشهر (راجع «الأخبار» عدد 647) فاتحاً بذلك الباب أمام الإحصاءات والتوقّعات والتصريحات الانتخابية. وخصّص الموقع أقساماً مختلفة لتعريف الناخبين بأبرز رؤساء الكتل النيابية وتقسيم الدوائر الانتخابية وفق قانون الـ1960. أما الخدمة الأبرز، فكانت إمكان تصويت المتصفّحين للائحة التي يريدونها عبر الموقع.
غير أن وهج «النشرة» لم يستمرّ طويلاً. ها هي باقي المواقع الإخبارية تفتتح أقسامها الانتخابية، ففضّل كل متصفّح اللجوء إلى موقع «جماعته» ليستقي المعلومات والأخبار.
هكذا دشّن موقع التيار الوطني الحرّ قسمه الانتخابي، تحت شعار «معاً نحقّق التغيير والإصلاح» ليقود بذلك حملة التيار الإلكترونية. طبعاً، ينقل الموقع أخبار مرشّحي التيار مع صورهم ونبذة صغيرة عن حياتهم لتعريف الناخبين بهم. كما يقدّم معلومات شاملة عن كل دائرة انتخابية وعدد المقترعين فيها وتوزيعهم الطائفي. غير أنّ التركيز في الموقع هو على «فشل قوى 14 آذار في تحسين البلد» طيلة فترة حكمها. ولهذا الهدف، خصّص فريق العمل قسماً بعنوان «إعرف حقيقتهم» لتسليط الضوء على «التجاوزات» التي قام بها الفريق الآخر خلال السنوات الأربع الماضية أو طيلة مسيرته السياسية. كما ابتكر فريق tayyar.org طريقة سهلة لتعريف الناخبين بأبرز مواقف التيار وهي فقرة «سؤال وجواب» التي تستعرض رأي تكتّل «التغيير والإصلاح» بالعلاقة مع سوريا واللاجئين الفلسطينيين و«حزب الله» والولايات المتحدة الأميركية....
ويتشابه هذا القسم مع ما يقدّمه موقع «القوات اللبنانية» الانتخابي. هنا أيضاً حرص lebanese-forces.com على تعريف الناخبين بمواقف 14 آذار، لكن مع تقديم تعريف عن حقوق الناخب وواجباته. «هل يمكنني أن أكتب ألقاب المرشّحين على اللائحة الانتخابية»، «إذا لم يرد اسمي في لوائح الشطب ماذا أفعل؟»... وغيرها من الأسئلة التي قد يحتاج أي ناخب إلى جواب عنها، يعرضها الموقع مع أجوبة دقيقة.
لكن طبعاً، لا تغيب الحزازات السياسية والتحريض ضدّ الآخر عن أي موقع من المواقع الانتخابية. «التيار» يتهمّ خصمه بشراء الأصوات، و«القوات» تتهّم خصومها بالتبعية والعمالة لسوريا وإيران... حتى أن الاحتقان أدّى بالطرفين إلى تهديد بعضهما بعضاً. مثلاً، كتب أحدهم في موقع «القوات» «رداً على رسالة لجنة الطلاب العونيين إلى نايلة توني، إياكم أن تلوّثوا اسم جبران تويني على لسانكم»! هكذا، تحوّلت هذه المواقع الإلكترونية إلى وسيلة للتنفيس وقول كل ما يخطر في البال ولا تُمكن المجاهرة به على منابر وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئية.