صباح أيوب«المخطّط التّحديثي العام»، هكذا سمّت الإذاعة الفرنسية الرسمية «راديو فرانس أنترناسيونال» الخطّة التي اعتمدتها منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. تلك الخطّة تقضي بتسريح 206 من موظفيها مع إلغاء ستّ خدمات باللغات الأجنبية، اعتبرت الإذاعة «أنها ليست أولوية». حينها أرفقت الإذاعة هذا الخبر مع إعلان «سارّ» يبشّر في المقابل بإنشاء 34 وظيفة جديدة ضمن الإذاعة! لكن مخطّط الصّرف إيّاه، الذي يعدّ الأكثر قساوة في الإعلام الفرنسي، لا يزال سارياً رغم الاعتراضات الكثيرة التي سجّلت عليه من النقابات والموظفين والأحزاب اليسارية الفرنسية. وعلى رغم تأثر معظم المؤسسات الإعلامية الفرنسية بتبعات الأزمة المالية، إلا أنّ ردّة فعل «راديو فرانس أنترناسيونال» كانت الأقوى. وقد وّجهت لها انتقادات كثيرة ،حتى إنّ بعضهم شكّك في «الأدلّة» التي قدمتها الإذاعة لتبرّر استغناءها عن خدمات الموظفين مثل «انخفاض نسبة المستمعين» وغيرها... والجديد في «المخطط الاجتماعي» الذي أطلقته الإذاعة الفرنسية بندٌ، كشفت عنه صحيفة «ليبراسيون» أمس (وهو منشور على مدوّن أحد أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي). يقول البند: «من غير الممكن أن نجمع في الفئة الوظيفية نفسها صحافيين يعملون في الخدمات الأجنبية والصحافيين الفرنسيين»، ووصف الحزب الاشتراكي الفرنسي الأمر بـ«العنصري» كما نقلت «ليبراسيون». وقد أبدت 9 نقابات اعتراضها على الخطة تلك، ودعت الأسبوع الماضي إلى إضراب أمام مقرّ الإذاعة، رافعة شعار «الدولة تريد تدمير القطاع العام للمرئي والمسموع».