هاجمت صباح وسرقت أغنية لشادية واختلفت مع ميادة الحناوي. هذه هي حصيلة الهجوم الذي تشنّه بعض الصحف والمنابر الإعلامية على الفنانة الجزائرية بعد انضمامها إلى شركة «روتانا»
محمد عبد الرحمن
يبدو أنّ العودة القوية للفنانة وردة الجزائرية لم تعجب كثيرين. إذ كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاكل جمعت بين الفنانة ومطربات كبار مثل صباح ثمّ الفنانة المعتزلة شادية وصولاً إلى ميادة الحناوي. غير أنّه في العالم الفني، غالباً ما يتضّح أنّ وراء هذه الشائعات والأقاويل بعض الصحف والمواقع الإلكترونية التي تطلق المعلومة المغلوطة لتنتقل إلى معظم النوافذ الإعلامية من دون تحليلها والتأكّد من صحتها. وجاءت أزمة أغنية «ملل» لشادية كنموذج للأزمات المفتعلة. إذ اتّهمت شادية، الفنانة الجزائرية بأنّها سرقت الأغنية وضمتها إلى ألبومها المقبل الصادر عن «روتانا».
الطريف أنّ كل هذه المشكلة افتُعلت من دون الاستماع لأغنية وردة، بل استناداً إلى ما قالته النجمة الجزائرية في مؤتمر صحافي نسبت فيه الكلمات والألحان إلى الفنان اللبناني مروان خوري. ومَن حضر المؤتمر الصحافي يتذكّر طبعاً أنّ وردة قالت إنّ اسم أغنية خوري هي «أمل» لا «ملل». لكن يبدو أنّ صحافياً لا يعرف الفرق بين الكلمتين، أطلق الأكذوبة التي وصلت إلى الصحافة الجزائرية. وغالباً ما تشكو هذه الأخيرة من تجاهل وردة لها، فتفرد على صفحاتها مساحات كبيرة للشائعات والأخبار السلبية التي تطال نجمة الجزائر الأولى طوال نصف قرن. لكنّ هذا الموقف طبعاً لا ينطبق على كل الصحف الجزائرية. هكذا، كسرت جريدة «الشروق اليومي» القاعدة، واستوضحت الموقف من وردة التي نفت الأمر جملةً وتفصيلاً. وقالت إنّها ليست هاوية حتى تسرق أغنية شهيرة، كما أنّها لا تحتاج إلى السرقة، إذ يعرض عليها يومياً ألحان وكلمات تعجز عن اختيار أفضلها. ليس هذا فحسب، بل ذهبت وردة أبعد من ذلك. إذ لفتت إلى أنّ أسماء الأغنيات تتكرر بالتأكيد. بل حتى أم كلثوم لها أغنية غير شهيرة باسم «أمل». هل سيخرج الآن مَن يقول إنّ وردة سرقت «كوكب الشرق»؟ ووجهت الفنانة الكبيرة انتقادات حادة إلى الصحف التي تنقل الأخبار من دون تفكير، ولم تلتفت الصحف نفسها إلى من يكررون أداء أغنيات وردة الشهيرة وينسبونها لأنفسهم.
يُذكر هنا أنّ عصبية وردة لم تأت من فراغ. إذ حاول بعضهم مطلع شهر آذار (مارس) الماضي إشعال أزمة بينها وبين الفنانة اللبنانية صباح على خلفية تصريحات الأخيرة عن خيانة أزواجها لها وخيانتها لهم. حينها، سئلت وردة خلال مؤتمر صحافي في القاهرة عن رأيها في كلام صباح، فأجابت بأنّ «الشحرورة» حرّة في ما تقول لكنّها لم تعان من الخيانة في الوسط الفني. غير أنّ بعض أصحاب النوايا السيئة نقل الكلام بصيغة تظهر كأنّ وردة تهاجم الفنانة اللبنانية.
وأخيراً أيضاً، تجدّدت التقارير التي تعيد التذكير بالأزمة الشهيرة بين وردة والفنانة السورية ميادة الحناوي على خلفية توقيع الأولى عقداً مع «روتانا» والثانية مع شركة «عالم الفن». هكذا، أخرجت هذه التقارير من جعبتها خلافات مضى عليها أكثر من ربع قرن من دون أن يؤكدها كلا الطرفين. وقد نسب للحناوي فقط اتهامات تقول فيها إنّ وردة كانت وراء صدور قرار بمنعها من الدخول إلى مصر لمدة زادت عن عشر سنوات، وأن خلاف أصالة مع الحناوي كان بسبب إصرار الأولى على تجاهل قيمة الثانية والانحياز المطلق لوردة الجزائرية التي اكتفت من جانبها بعدم التعليق طويلاً على هذا الكلام.