حسين بن حمزةلا يضم معرض جورج مطر Union (غاليري سافانا) لوحات أو منحوتات عادية. هذه ملاحظة يهتدي الزائر إليها بسرعة. إذْ يرى أعمالاً مؤلفة تأليفاً بما يذكره بالأشغال اليدوية وممارسات الهندسة والديكور الداخلي. اللوحة هنا، وكذلك المنحوتة، ليستا مصنوعتين وفق مبدأ اللوحة التقليدي وإن استُخدمت فيها مواد وتقنيات تقليدية. مطر يصل إلى الشكل الأخير لعمله بالقص والمزج والحفر والتلوين... لكن كل ذلك يتم وفق تخيل مسبق لما ستؤول إليه الأمور. إنّه مهندس مختص بالديكور الداخلي أولاً. الرسم والنحت يبدوان طموحاًَ إضافياً لمهندس تتجاوز مخيلته حدود الهندسة. بالمقابل، لا يبتعد الفنان كثيراً عن منطقة مهنته. الأعمال الـ66 المعروضة تُظهر سهولة انتمائها إلى عالم الديكور الداخلي بمعناه الأوسع. ما يجعل هذا ممكناً وعادياً أنّ معظم مقتني اللوحات سيفكرون بتعلقيها باعتبارها جزءاً مكملاً لديكورات وسينوغرافيا منازلهم ومكاتبهم.
انطلاقاً من هذا التصور، يشتغل مطر على صنع هوية سينوغرافية لأعماله. إنها أعمال فنية مستقلة، لكنها قابلة للاستخدام كإكسسوارات وزخارف منزلية. يعتمد مطر في منحوتاته على الخشب الذي يتسم بقابلية أكبر للعب دور محبَّب في فن الزخرفة والتزيين. ولعل التفاصيل الحاضرة في أعمال مطر، وطريقة تنفيذها، تسهل كل هذا. إذْ إن عدداً كبيراً من اللوحات منفَّذ بالحفر على الخشب واستخراج أشكال منه: أشجار، تفاح، أسماك، أزهار، قلوب، فراشات، أشكال تجريدية... والحصيلة محفورات خشبية متقنة ملونة بالإكرليك تجذب الزائر وتقنعه باقتنائها. الفنان يعرض مروحة واسعة من الأشكال والموضوعات بهدف جذب أذواق كثيرة ومتنوعة وإرضائها. هكذا، نجد منحوتات معلَّقة على الجدران، وأخرى مركونة على أرض الصالة. ونجد مجموعة لوحات مشغولة بلصق الورق على شكل أزهار. وننتبه إلى منحوتات أشبه بطواطم أفريقية، وأخرى تمثِّل رقصة الدروايش أو المولوية ومزيَّنة بأبيات لبعض المتصوفة كالحلاج (لي حبيب حبه حشو الحشا...) وابن عربي (أدين بدين الحب أنّى توجَّهت ركائبه...).
بهذا المعنى، لا يعثر الزائر على ادعاءات ومجازفات فنية. طموح جورج مطر موجود في إيجاد معادلة معقولة تجمع بين الجانبين الفني والتسويقي لممارسته التشكيلية، والأرجح أنه نجح في ذلك.


حتى 25 الحالي ــ «غاليري سافانا» ــ 01/869564