منذ بطولته الأولى في «غنوجة بيّا»، كرّت سبحة الأعمال مع «ليلة عيد» و«دكتور هلا» و«عصر الحريم». اليوم، يراهن الممثّل الشاب على عمل جريء سينتجه ويكتبه بنفسه
باسم الحكيم
قبل ثلاثة أعوام، لم يكن اسمه متداولاً على الساحة الدراميّة. لم يكن اسم بيتر سمعان يعني شيئاً لجمهور التلفزيون قبل مسلسل «غنوجة بيّا». منذ البطولة الأولى، كرّت سبحة الأعمال، فاجتمع مع «الغنّوجة» في فيلم «ليلة عيد» للمخرجة كارولين ميلان، ثم في مسلسل «دكتور هلا» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج غابي سعد. وبعد مثاليّة «طارق» في «غنّوجة بيّا»، تمرّد على دور الطيب، ليطل في شخصيّة الشرس جواد الأسمر في «عصر الحريم» للكاتبة منى طايع. غير أنّ الممثل الشاب لم يكفه التمثيل، بل أراد أن يثبت قدرته في الكتابة أيضاً. ويراهن الآن على عمل جريء سينتجه بنفسه، يرصد فيه رحلة شلّة من تجار المخدرات إلى البقاع في تموز (يوليو) 2006، حيث يُحتجزون هناك لدى وقوع العدوان الإسرائيلي على لبنان.
رغم الانتقادات التي توجّه إلى اللون الأشقر لـ«إبن العبدة» في «عصر الحريم»، يبدو سمعان سعيداً برد فعل الجمهور إزاء دوره وأدائه، إذ يقول: «كنت متخوّفاً من أن أُصبغ بشخصية الطيب بعد «غنوجة بيّا»، وخصوصاً أنّنا في العالم العربي نضع الممثل في قالب واحد. علماً بأن «الشطارة» هي في أن تكون مقنعاً في مختلف شخصياتك». ويشرح الممثل الشاب عن دوره الجريء في عمله الأخير «جواد الأسمر إنسان مريض ومعقّد... تذكّرتُ كل مأساة حياتي، لأقدم الشخصية بصورة مقنعة... من «ضربة» وفاة والدتي إلى مشاكلي في الحياة».
يدافع عن اللون الذي لم يكن مقنعاً، وخصوصاً أنّ الكاتبة رأت أن لون بيتر الأشقر غير مناسب لشخصية جواد الملقب بـ«إبن العبدة»، ويرجّح أن «منى تخطت مشكلة اللون، بعد رد فعل الجمهور، وارتفاع نسبة المشاهدة عند ظهور جواد، إضافة إلى أننا درسنا الأمر علميّاً وبيولوجيّاً، وبدا منطقياً أن تُنجب امرأة سوداء ولداً أبيض من رجل أبيض». غير أن بيتر حاول في بادئ الأمر أن يلغي هذا العائق، فخضع لـ30 جلسة «سولاريوم» بهدف تغميق بشرته، «حتى صارت بشرتي تتشقق، لكن اللون زال بعد تأجيل التصوير. كذلك يصعب أن تجد هنا ممثلاً يميل لونه إلى الأسود». وماذا عن الجرأة ومشاهد الإثارة؟ يدافع بالقول: «شاشاتنا مفتوحة على كل العالم، ولم تعد مشاهد الحبّ العذري مقنعة، كذلك نحرص على أن تكون المشاهد في سياقها الدرامي. في حالة امرأة شهوانية لم يشبع زوجها رغباتها الجنسيّة، من الطبيعي أن يقع اتصال جنسي بينها وبين جواد خلال تناوله الخمر، ثم كيف تريد منه أن يتصرف في مثل هذا الموقف، هو الآتي من بلد يتيح له كل شيء؟».كثر يترقّبون معرفة الأحداث الأخيرة من «عصر الحريم». هل ستكون النهاية سعيدة، فيجتمع جواد وليلى (نادين الراسي) تحت سقف واحد. يعرب بيتر عن سعادته بابتعاد الكاتبة عن النهايات التقليديّة، «هنا نهاية منطقيّة، اعترف جواد بحبّه متأخراً، وطلب من حبيبته بعض الوقت، فتسأله 30 سنة أخرى لتبقى النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات».
يتحدث بيتر عن «عصر الحريم» بحماسة، بينما يعرض له مسلسل «دكتور هلا» الذي رغم تنوع شخصياته، إلاّ أن أحداثه تسير ببطء شديد. يسارع إلى التأكيد: «صُوِّرت المشاهد الأخيرة منه، وأحداثه ستبدأ بالتسارع قريباً بعد دخول غدي إلى عالم دكتور هلا». هو يرى أن نسبة المشاهدة على الدراما في تلفزيون «المستقبل» ما زالت قليلة، علماً بأنه يلاحظ ارتفاع نسبة الإعلانات خلال العرض، آملاً «ألا تتراجع المحطة عن سياستها الإنتاجيّة الجديدة للدراما المحليّة». يدرك بيتر سمعان أنّ المشاهد يعطي فرصة للعمل، «لكنّه لا يتأخر حتى يقلب المحطة ليتابع مسلسلات مصرية وسورية وخليجية وأميركية وفرنسية وتركية أيضاً. لا بد من وجود أحداث تجذب المشاهد». ويؤكد أنّه يراعي هذا الأمر في المسلسل الذي يكتبه حاليّاً. «أنا حريص على كتابة أحداث لا حوارات، كما أكتب بطريقة إخراجية». يوجز الفكرة التي تضيء على واقع الشباب والمخدرات بعيداً عن الصيغة التقليديّة، من خلال شباب يقصدون البقاع لشراء المخدرات وتقع حرب تموز، فيضطرون لملازمة المنطقة، وهنا تتسارع الأحداث.
بيتر عاشق للمسرح. حين تسأله أين كان طوال السنوات الماضية، يسارع إلى الإجابة: «في المسرح التجريبي مع شكيب خوري ونقولا دانيال». يعترف بأنّ «لعبة التلفزيون لم تكن تغريني، علماً بأنني شاركت محليّاً في «طالبين القرب»، وفي «اسمها لا» وفي «من برسومي». أما عربيّاً فشاركت في «الطويبي» للمخرج باسل الخطيب و«أخوة التراب2» للمخرج شوقي الماجري»... وها هي الأمور تتغير اليوم حتى بات التلفزيون هو الذي يبعده عن المسرح.


«عصر الحريم» (الحلقة الأخيرة) 8:45 مساء الأحد المقبل على lbc
دكتور هلا» 21:00 مساء اليوم على «المستقبل»