strong>وسام كنعانلم يشهد الوسط الفني السوري أعنف من التصدّي الرقابي الذي واجهه مسلسل «الأسباط» الذي يتعرّض لمعركة كربلاء ومقتل الحسين. العمل الذي واجه سلسلة مشكلات منذ ساعات التحضير الأولى، شهد أيضاً تراجع بعض الفنانين عن آرائهم بالرقيب! إذ أيّد بعضهم منع تصوير المسلسل، بسبب خشيتهم من إثارته الفتنة الطائفيّة. لكنّ منتج العمل محمد العنزي يبدو مصرّاً على المضي في العمل. بعدما صدر قرار من وزارة الإعلام السورية بوقف التصوير، إذ ما كان من طاقم المسلسل سوى الانتقال إلى لبنان، حيث مُنع أيضاً بعد بدئه بيومين. «الأسباط» الذي كتب نصه محمد اليساري ويُخرجه السوري الشاب عبد الباري أبو الخير، حقّق رقماً قياسياً في عدد الاعتذارات قبل بدء التصوير وبعده. إذ أوضح الممثل والمخرج السوري سيف الدين السبيعي أنه وافق على تولّي إدارة كاميرا «الأسباط» كمخرج ثم اعتذر. كذلك أبرم سلوم حداد عقداً مع الشركة على أداء دور الخليفة معاوية بن أبي سفيان، ثم عاد ليفسخ العقد بعدما أكمل اليوم الثاني من التصوير. وتبع ذلك اعتذار سامر المصري عن عدم تجسيد دور الإمام الحسين، بعد تصوير عدد من المشاهد. المصري صرّح لـ «الأخبار»: «قبلت بالدور لأنّ الحسين شخصية هامة جداً». حتى إنّ وسائل الإعلام علّقت بأنّ سامر المصري يخطف حلم نور الشريف بتجسيد شخصية الإمام. وعن سبب اعتذاره عن عدم المشاركة في العمل، أجاب المصري: «اعتذرتُ بعدما منع التصوير في سوريا ثم في لبنان. ما يعني أنّ الرقابة العربية لم تصل بعد إلى جرأة السماح بتقديم مثل هذه المواضيع. حتى الأرضية الشعبية في الوطن العربي غير مهيأة لتلقي هذه الأعمال». وفي ما يخص إثارة العمل للنزعة الطائفية، أوضح المصري: «الأسباط» يروي تاريخ مرحلة كاملة منذ خلافة سيدنا عثمان بن عفان حتى مقتل الحسين. «والشخصية مكتوبة بأمانة تاريخية، ثم إننا استندنا إلى فتاوى شيعيّة بخصوص تقديم شخصية الإمام». وعن التحريم الصادر من «تجمّع ثوابت الشيعة» ومن علماء السنة، قال: «لا بد من أن تسمع من يعارض دائماً هذا المشروع والمسألة كان عليها خلاف. لكن لا بد من إثارة المواضيع الجدلية لأنّ مشكلتنا كعرب ومسلمين مع العالم سببها التطرف». كما رجّح المصري أن يكون باسم ياخور قد اعتذر عن عدم تأدية دور الإمام الحسن لتلك الإشكاليات نفسها. الاعتذارات المتلاحقة من نجوم العمل ترجّح أنّ الحبل ما زال على الجرّار، وقد يصل الأمر إلى الجهة الإنتاجية نفسها!


المغرب...الملجأ الأخير