قلبي دليلي» الذي كتبه مجدي صابر، لن يركّز فقط على مسيرة المطربة الراحلة، بل سيضيء على الكثير من الأحداث والمواقف التي شهدتها مصر منذ الأربعينيات وحتى اعتزال «القيثارة» في منتصف الخمسينيات
محمد عبد الرحمن
هزيمة جديدة للورثة في حرب مسلسلات السيرة الذاتية. إذ مضى أسبوع كامل على انطلاق تصوير مسلسل «قلبي دليلي» الذي يروي سيرة حياة المطربة الراحلة ليلى مراد (1916ــــ1995)، ولم يعد أمام الغاضبين سوى انتظار حكم القضاء الذي لن يفيدهم كثيراً. ذلك أنّ المحكمة نادراً ما تنصف الورثة. هكذا، أصبح على زكي فطين عبد الوهاب، ابن مراد، انتظار العرض في رمضان المقبل للرد على المسلسل أو تنفيذ تهديده بتقديم عمل مضاد. وهو أمر ليس ممكناً في أي حال من الأحوال، لأنّه يتطلب وجود منتج يغامر بأمواله لتقديم مسلسل ينافس عملاً بدأ تصويره بالفعل.
إذاً، يقف الجميع اليوم أمام المعضلة نفسها التي واجهت مسلسل «أسمهان» في العام الماضي: التصوير بدأ والعرض مقبل لا محالة والحكم سيكون بعد المشاهدة. كما أنّ نجاح المسلسل وخروجه بالقوة نفسها التي تمتع بها مسلسلا «الملك فاروق» و«أسمهان» غالباً ما يخفّف من غضب الورثة، لأنّ هذا النجاح يعيد الشعبية إلى الشخصيات الراحلة. ويجمع بين المسلسلات الثلاثة مشاركة المنتج الأردني إسماعيل كتكت في تمويلها، ولكن كل مرة مع شريك مختلف. في «الملك فاروق»، كان مشاركاً للمنتج السعودي حسن عيسري وفي «أسمهان» كانت الشراكة مع السوري فراس إبراهيم. بينما في «قلبي دليلي»، فهو يشارك «مدينة الإنتاج الإعلامي» التي تعوّل كثيراً على العمل لتقديم مسلسل لافت يستقطب المشاهد في موسم رمضان المقبل. ويجمع أيضاً بين المسلسلات الثلاثة أنّ البطل والمخرج هما من سوريا. إذ ذهبت بطولة «قلبي دليلي» إلى صفاء سلطان، الاسم غير المعروف في مصر، التي أصبحت على موعد مع شهرة مماثلة لتلك التي حقّقها تيم حسن قبل ثلاث سنوات. أما المخرج فهو محمد زهير رجب. وكانت قد درجت العادة أن يقدّم تلك المسلسلات مخرج غير مصري ويكون في أغلب الأحيان قادماً من سوريا حتى لو كان مقيماً فقط هناك مثل التونسي شوقي الماجري مخرج «أسمهان». وهو ما انطبق أيضاً على مسلسل «ناصر» لباسل الخطيب.
وكان فريق عمل مسلسل ليلى مراد اتفق على اختيار «قلبي دليلي» كاسم نهائي للمسلسل لكونه لا يدور بالكامل حول ليلى مراد بل يُلقي الضوء على الكثير من الأحداث والمواقف التي شهدتها مصر منذ الأربعينيات وحتى اعتزال «القيثارة» كما أكّد المؤلف مجدي صابر في كل تصريحاته. كذلك، فإنّ أغنية «قلبي دليلي» هي من أشهر أغنيات ليلى مراد ويعرفها الجمهور حتى الآن. ويلقي المسلسل الضوء على مشوار مراد منذ ولادتها في كنف عائلة يهودية مروراً بطفولتها ومشوارها الفني. وتؤدي هند عاكف دور الأم، فيما يظهر عزت أبو عوف في شخصية زكي مراد والد ليلى. ثم يستعرض المسلسل دخول ليلى مراد عالم الغناء وبطولتها لفيلم «يحيا الحب» أمام محمد عبد الوهاب قبل أن تزيد نجوميتها السينمائية لدى اقترانها بأنور وجدي أبرز ممثلي الأربعينيات ومخرجيها وتقديم سلسلة أفلام معظمها حمل اسم «ليلى». ويستعرض العمل أزمة طلاقها من وجدي الذي يجسّد دور أحمد فلوكس وزواجها من المخرج فطين عبد الوهاب والذي استمرّ بعد اعتزالها حتى وفاته. لكنّ العمل لن يمتد إلى ما بعد اعتزال مراد الأضواء في منتصف الخمسينيات، رغم أنّه سيؤكد الإنجازات التي حققتها وجعلت اسمها لامعاً طوال أربعين عاماً من الاعتزال حتى وفاتها عام 1995. وبالطبع، سيتطرق المسلسل إلى واقعة اتهامها بالتعامل مع إسرائيل والسفر إليها سراً والتشكيك في إسلامها حتى حصلت على البراءة لاحقاً من السلطات والشعب. لكن ليس معروفاً ما إذا كان العمل سيعتمد على بعض الكتابات التي اتهمت أنور وجدي بترويج هذه الشائعات. إذ قيل إن وجدي وقف وراء الشائعة بسبب إصرارها على الطلاق منه، لكنّه عاد ونفاها بنفسه بعدما طالته شخصياً لكونه منتج أفلامها.
وعلى رغم تمتّع صفاء سلطان بالقدرة على الغناء، لكن مراد ستؤدي أغانيها في المسلسل عكس ما حدث في «أسمهان». ويتولى مهمة إعداد موسيقى المسلسل رعد خلف من سوريا، فيما الملابس لسميرة عبد العزيز من مصر، وإدارة التصوير لماريو دلتش من كرواتيا، والماكياج لفريق مصري أميركي. وسيركّز هذا الأخير على استعمال ماكياج مناسب لتلك المرحلة الزمنية من دون بذل مجهود كبير في تقريب ملامح الممثلين من الشخصيات الأصلية، أولاً بسبب عدم وجود التشابه الكبير من الأساس، وثانياً لأنّ الاعتماد سيكون على قدرة الممثل على الوصول إلى روح الشخصية. أما التصوير فسيتوزّع بين «مدينة الإنتاج الإعلامي» التي تحتوي على مواقع تصوير 45 في المئة من مشاهد العمل الذي سيصوّر أيضاً خارج مصر وتحديداً في دمشق وباريس.


«أبو ضحكة جنان»