ربى صالحأمس، أطفات «روتانا موسيقى» آخر ضوء لها في استديوهاتها في بيروت لتنتقل إلى القاهرة. وبذلك، تنضمّ المحطّة إلى كل من «روتانا كليب» و«طرب» و«زمان» بعد سلسلة تجاذبات إدارية وأزمات مالية عصفت أخيراً بالمؤسسة السعودية. بدأت المشكلة الحقيقيّة مع وصول ميزانيّة خجولة منتصف الشهر الحالي إلى القناة في بيروت، تهدف إلى دفع كل المتوجّبات المستحقة من أشهر لأصحابها، تمهيداً للخروج من المأزق البيروتي إلى القاهرة. وأفادت مصادر من داخل الشركة السعودية بأنّ سبب «النقلة» هو الخلاف الأخير الذي وقع بين الأمير الوليد بن طلال وبيار الضاهر الذي تسلّم دفة المحطة في نهاية 2007. لكن منذ ذلك الوقت، لم تقدّم المحطة أي جديد على صعيد الإنتاج بل زادت مصاريفها كثيراً وخرج منها ميشال المرّ، صاحب شركة «استديو فيزيون» للإنتاج التي كانت «روتانا موسيقى» تبثّ من استديوهاتها. هكذا، تدهورت أحوال المحطة، وخصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية التي طالت ثروة الوليد، فما كان من هذا الأخير إلا أن طلب من مستشاريه الاقتصاديين في شباط (فبراير) الماضي بإعداد تقرير خاص عن وضع «روتانا» واتخاذ الإجراءات الكفيلة بخفض الهدر المالي. وتردّد وقتها أنّ المحطة تعتزم الانتقال إلى دبي ليقودها تركي شبانة ثم الأردن، إلى أن حطّ الرحال أخيراً في القاهرة. ولحقت «موسيقى» بقناة «طرب» التي تركت لبنان خلال عدوان تموز 2006 إلى القاهرة.
تخرج إذاً «روتانا موسيقى» من لبنان في ظل خلاف بين الضاهر والوليد، ليبقى فقط بعض الموظفين الإداريّين والفنيّين في مبنى «برج الغزال» التابع لإدارة «أر أم أس» وهي الشركة الحصرية لإعلانات «روتانا» كلها. ومن بين هؤلاء مديرة «روتانا موسيقى» الأميركية أماندا هارتفورد. فيما قصدت قلة أخرى من الموظفين مقرّ «روتانا للصوتيات» في ساحة النجمة (بيروت) ريثما يُبت أمرهم بصورة نهائية قريباً.
وبالعودة إلى الخلاف بين الضاهر والوليد، يبدو أنّ الأوّل سيتخذ أيضاً سلسلة إجراءات بدأ تنفيذها ويعمل على ترتيب البيت الداخلي لـ«المؤسسة اللبنانية للإرسال» وشركة الإنتاج التي يديرها «باك».
وفي وقت يعمل ميشال المرّ على إخراج كل ما هو مرتبط بالشركة السعودية من استديوهات شركته في منطقة النقاش، يعيش برنامج «آخر الأخبار» حالة ترقّب في انتظار صدور القرار النهائي بشأنه من الإدارة في السعودية... وإن كان يتردّد أنه سينتقل أيضاً إلى القاهرة بحلة جديدة ورئيس تحرير جديد بدلاً من جومانة بو عيد. هذا في وقت يستمرّ برنامج «روتانا كافيه» بالبثّ من استديوهات المرّ.