القاهرة ــ خالد محمود رمضانبدا أمس أنّ برنامج حمدي قنديل «قلم رصاص» الذي تبثّه قناة «الليبية» الفضائية في طريقه إلى التوقّف. إذ قام الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي فجأةً بتأميم الفضائيّة وتحويلها إلى قناة حكومية، لتُصبح بذلك تابعة لـ«الهيئة العامة لإذاعات ليبيا». قرار تأميم المحطة التي كانت تابعة سابقاً لـ «شركة الغد للخدمات الإعلامية» المملوكة لـ «مؤسسة القذافي للتنمية» (بإدارة سيف الإسلام نجل القذافي)، بدا ذا علاقة بالحلقة الأخيرة من «قلم رصاص». إذ تناول الإعلامي المصري المعروف موقف مصر من «حزب الله» على خلفيّة القضيّة الشهيرة، التي تتّهم فيها السلطات المصرية الحزب بمحاولة تأليف خلية لمساعدة «حماس» في قطاع غزة.
حمدي قنديل الموجود حالياً في لندن، صرّح لـ «الأخبار» أنّه تبلّغ أوّل من أمس فحوى القرار، لكنّه حتى اللحظة لا يعرف مدى تأثير ذلك في برنامجه الذي انتقل قبل شهرين فقط إلى «الليبية» بعد توقّف بثّه من دبي.
بدأت القصّة حين زار معمر القذافي فجأةً مقر القناة، وقرّر نقل تبعيتها إلى «الهيئة العامة لإذاعات ليبيا». وقد تزامن هذا القرار مع إعلان مجلس إدارة «الليبية» فجأةً نقل مقر المحطة من العاصمة الليبية طرابلس إلى مكان آخر خارج ليبيا، يُرجّح أن يكون مدينة دبي الإماراتية. وترافقت هذه التطوّرات مع تغييرات جوهرية في الهيكل الإداري لـ«الليبية». علماً بأنّ عملية التسليم والتسلّم اقتصرت على الشؤون الإدارية والمالية فقط.
وبينما تجاهلت وسائل الإعلام الرسمية في ليبيا هذه التطورات، ولم تشر إليها مطلقاً أمس، فإنّ مصادر ليبية غير رسمية أشارت إلى أنّ استياء بعض الدول المجاورة لليبيا من برنامج حمدي قنديل دفع بالسلطات الليبية إلى اتخاذ هذه التغييرات المفاجئة. وقالت المصادر إنّ قنديل انتقد بشدّة الموقف المصري تجاه «حزب الله» في حلقته الأخيرة. في غضون ذلك، كشفَ مصدر سياسي ليبي عن أنّ جهات مصريّة رفيعة المستوى مقرّبة من الرئيس حسني مبارك هي التي تقف خلف هذه التحوّلات الدراماتيكية المفاجئة.
وأوضح الناشط السياسي الليبي نعمان بن عثمان لوكالة «قدس بريس» أنّه يملك
معلومات خاصة عن أنّ عملية النقل المفاجئة لـ «الليبية» جاءت بعد اتصال مباشر من
الرئيس المصري بنظيره الليبي. وقد أعرب الأوّل عن انزعاج القاهرة من تعاطي «الليبية» مع ما بات يعرف بـ«خلية حزب الله»، وخصوصاً «قلم رصاص» الذي يديره الإعلامي المصري المعروف.


مشاكل لا تنتهي

يبدو أن المشاكل ستستمّر مع حمدي قنديل. مشاكله مع الفضائيات العربية لم تبدأ مع ما حصل أخيراً مع قناة «الليبية». في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، توقّف بثّ برنامجه «قلم رصاص» على قناة «دبي» على خلفيّة مواقف قنديل السياسية التي لم تعجب كثيرين. وقيل وقتها إنّ سياسيّين عرباً تدخّلوا لإيقاف البرنامج. وحالما انتشر الخبر بدأت العروض تنهال على صاحب عبارة «أمة مهنّد»، أبرزها ما تردّد عن عرض مغرٍ قدّمته قناة «الجديد». لكن خيار قنديل رسا أخيراً على قناة «الليبية». ماذا سيكون مصير «قلم» قنديل بعد تأميم المحطة؟