خلال أسبوع واحد، استقبل مشاهدو «نايل سات» تردّدات محطّتي «سيما» و«رؤية»، وباتت «روتانا سينما» و«ميلودي أفلام» في مواجهة لاعبين جدد على الساحة. هل ستكون المنافسة شرسة حقاً؟
محمد عبد الرحمن
قبل عام واحد فقط، كان محبّو الأفلام المصرية يتعاملون مع «روتانا سينما» و«ميلودي أفلام» باعتبارهما «الأهلي» و«الزمالك»، أي فريقين ــ لا ثالث لهما ــ تنحصر بينهما المنافسة. لكنّ أحدهما كان دوماً يتفوّق على الآخر، بسبب ما يمتلكه من مخزون قوي مدعَّم برأس مال وافر... والكلام هنا عن «روتانا سينما». إذ أدّى ظهور «ميلودي أفلام» إلى زيادة اعتناء «روتانا سينما» بما تقدّمه على الشاشة لضمان الحفاظ على المركز الأول دائماً. غير أنّ كلتا الشاشتين باتت الآن في حاجة إلى مزيد من هذا الاعتناء في مواجهة لاعبين جدد يظهرون على التوالي. خلال أسبوع واحد، استقبل مشاهدو «نايل سات» تردّدات قناة «سيما» التي أعلنت مضمونها من خلال حملة إعلانية مكثفة. لكنّ الشاشة لا تزال صامتة، تحمل اللوغو فقط انتظاراً لإشارة الانطلاق. فيما ظهرت قناة أخرى هي «رؤية» التي تبث حتى الآن أغنيات وتنويهات لأفلام مصرية من إنتاج السنوات الخمس الأخيرة، لكن من دون إعلان مباشر عن مضمون القناة والجمهور الذي تستهدفه. بناءً عليه، زاد المنافسون أمام «روتانا» و«ميلودي» إلى أربعة.
إلى جانب الشاشتين الجديدتين، هناك «نايل سينما» و«كايرو سينما». لكنّ تلك التعددية لا تعني أن المنافسة ستكون شرسة أمام اللاعبين الكبيرين في هذه السوق. صحيح أنّ القنوات الجديدة جذبت شريحة من الجمهور، لكنْ هناك فرق بين محبّي السينما ومحبي الترفيه. بمعنى أنّ قناة «نايل سينما» مثلاً تعرض أفلاماً من أبرز إنتاجات السينما المصرية في الأعوام الثلاثين الأخيرة. وحتى لو كانت الصورة رديئة، فإنّ محبي تلك الأفلام سيسعدون طبعاً بإعادة عرضها، لكنها لن تنافس أبداً على عرض أفلام جديدة حصرية تجذب الجمهور الذي يشعر دائماً بالملل. حتى الأفلام التي يشارك «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» ـــــ صاحب القناة ـــــ في إنتاجها، فلن يكون سهلاً أن يشاهدها جمهور «نايل سينما» أولاً لأنّ عقود الإنتاج تبيع هذا الحق إما لـ«روتانا» أو art فقط حتى الآن، إلى جانب مشاركة «ميلودي» في إنتاج أفلام عدّة سنوياً لضمان الحصول على العرض الحصري لاحقاً. بالتالي، تحاول القنوات الجديدة تقديم توليفة جيدة من الأفلام القديمة اعتماداً على مبدأ أنّ تلك الأفلام تتمتّع بجمهور عريض لا يملّ من تكرارها. وهو ما تأكد عندما غيّرت قناة «كايرو سينما» سياستها بالكامل بعد توافر تمويل سمح لها بعرض إنتاج مصري حديث. بينما كانت البداية مع أفلام السبعينيات التي لم تكن القنوات الأرضية تعرضها بسبب كثرة المشاهد الساخنة في تلك المرحلة من تاريخ السينما المصرية، وكان معظمها يصوَّر على الشواطئ كي يشاهد الجمهور سهير رمزي ومديحة كامل وميرفت أمين بالمايوه. بل اجتهدت إدارة «كايرو سينما» في البدايات، وخصّصت مواعيد ثابتة للسينما الهندية، لكن كل ذلك أُلغي لاحقاً بعدما تأكد لهم أنّ المصريين لا يعرفون من نجوم الهند إلا أميتاب باتشان. وجاءت إعلانات قناة «سيما» لتؤكد أنّها ستسير على الخط الأول لـ «كايرو سينما»، بل أضافت أفلام الكارتيه التي انتهى عهدها منذ زمن بعيد. لكن يبدو أن القناة تراهن على فئة من الجمهور لا تزال تجد متعة في مشاهدة أفلام بروس لي وجاكي تشان.