خالد محمود رمضاناستعادت قناة «الليبية» الفضائية إرسالها على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، لكنّ برنامج «قلم رصاص» لحمدي قنديل (الصورة) لن يذاع كالمعتاد في حلقته مساء اليوم. رغم ذلك، لم يفقد الإعلامي المصري روحه المرحة الساخرة حتى وهو يتحدث عن وقف برنامجه المثير للجدل بعدما أمّم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي المحطّة فجأةً... وذلك على خلفية استياء مصري رسمي من تناول قنديل للتوتّر الراهن بين مصر و«حزب الله». قنديل أكد أنْ لا أحد في العالم العربي بات صدره متسعاً لحرية الرأي والتعبير، لافتاً إلى أنه لن يتوقف عن محاولة بث البرنامج من أي مكان أو قناة أخرى، إذا تعذّر بثه من «الليبية».
ولفت قنديل إلى أنّ ثمة سوابق على تدخّل رسمي مصري لوقف البرنامج. وسادت حالة صمت ليبية رسمية حيال الملابسات التي أدت إلى تغييرات واعتقالات في الهيكل الإداري للقناة، بينها اعتقال المدير التنفيذي للمحطة عبد السلام المشري.
وقد وُضعت «الليبية» تحت إشراف التلفزيون الرسمي الليبي، في ما اعتبره بعضهم مؤشراً إلى تراجع نفوذ سيف الإسلام نجل العقيد القذافي. علماً بأنّ سيف الإسلام هو رئيس «مؤسسة القذافي للتنمية» التي تملك «شركة الغد للخدمات الإعلامية»، وتُعدّ «الليبية» أحد مشاريعها. وعادت «الليبية» إلى البث على تردّدها السابق بعد انقطاعها منذ ليلة الاثنين الماضي خلال بث برنامج «عن قرب» (تقديم هالة المصراتي).
ولاحظت صحيفة «ليبيا اليوم» الإلكترونية المستقلة أنّه رغم تباين الآراء بشأن أداء «الليبية»، فإنّ الشارع الليبي يرفض ما سمّته «التدخل المصري في شأن داخلي ليبي صرف»، وخصوصاً بعدما نشرت صحيفة «الأهرام» عموداً ينتقد احتضان الفضائيات الليبية لكل ما هو معادٍ لمصر.
وقال الناشط السياسي الليبي نعمان بن عثمان إنّ «الليبية» تعاقدت فعلاً مع شركة بريطانية للبث، وإنّها في صدد نقل أعمالها بالكامل بهدف إطلاق البث من لندن. بينما أفادت مصادر إعلامية ليبيّة أنّ السلطات المصرية طالبت بإلغاء برنامج «قلم رصاص». إلا أنّ هذا الانتقال يعني ضمنياً أنّ المحطّة لن تتنازل عن حمدي قنديل الذي يعد برنامجه أساساً من لندن.
وأضافت إنّ القاهرة أعربت عن قلقها إزاء طاقم «الليبية» الذي قالت إنّه يضم عناصر لبنانية معادية لمصر، مشيرة إلى أن إدارة «الليبية» حاولت البث من دبي أو من عمان، لكن سلطات البلدين لم تتجاوب معها.