إيفون خير اللهمبادرة طموحة تُطلقها «مؤسسة المورد الثقافي» في مؤتمر صحافي عند السادسة من مساء بعد غد في «فندق روتانا» (بيروت)، تهدف إلى تطوير السياسات الثقافية في المنطقة العربية من خلال مسح تفصيلي وعلمي للسياسات المنفَّذة (أو الغائبة) حالياً في ثماني دول. هذا المشروع الحيوي هو الأول من نوعه في المنطقة، حيث تعاني القطاعات الثقافيّة والإبداعيّة المستقلّة العزلة والتهميش والقمع والتشرذم، وتفتقر إلى الموارد والأطر الكفيلة بتأمين نموّها وانتشارها، فيما القطاع العام غارق في مستنقع العقم والبيروقراطيّة...
المسح تُجريه مجموعة باحثين من المغرب والجزائر وتونس ومصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان، بعد الانخراط في ورشة تدريبيّة (غداً وبعد غد)، بشأن استخدام نموذج مسح السياسات الثقافيّة الذي يطبّقه «المعهد الأوروبي للبحث الثقافي المقارن» Compendium. يدير الورشة المدربان ميلينا دراجيسيفيك سيزيك من مونتينغرو، وسايمون مودي من المملكة المتحدة، وتنسّقها رئيسة المجلس الفني في «المورد» حنان الحاج علي (الصورة).
هذا النموذج المطبَّق حالياً في 41 دولة، بدأ تفعيله في أوروبا عام 1998، وهو يقدّم منهجيّة استكشافيّة تسهّل على الباحثين معرفة مواضع الخلل ومكامن القوّة في السياسات والممارسات التي توجِّه العمل الثقافي في البلدان المذكورة، وطبعاً لا مفرّ من أن يخضع لتعديلات تلائم الظروف السائدة في كل بلد. وهو ليس، في النهاية، إلّا خطوة أولى صوب بناء قاعدة معرفية تدعم التخطيط والعمل الثقافي في العالم العربي، في إطار مشروع «المورد الثقافي» لتطوير برنامج الإدارة الثقافية الذي أطلقته عام 2005. المؤسسة العابرة للبلدان العربيّة، يتمركز مكتبها الرئيسي في بلجيكا، ومكتبها الإقليمي في مصر، وتتعاون في مبادرتها هذه مع «المؤسسة الثقافية الأوروبية» الداعمة تقنياً وإدارياً، ومع «المجلس الثقافي البريطاني» المساهم في إطار برنامجه الدولي لتطوير الإدارة الثقافية. إنه شكل من أشكال المقاومة في ظلّ ارتباط الحياة الثقافيّة غالباً بالمؤسسة الرسمية، فيما المبادرات الأهلية والشبابيّة المستقلة مهمّشة وتصارع من أجل البقاء.


السادسة مساءً ـــ الأحد 3 أيار (مايو) ــــ «فندق روتانا»، بيروت : www.mawred.org