strong>ليال حدادأربع سنوات وهم ينتظرون الموعد المؤجّل. أربع سنوات وشؤونهم معطّلة في انتظار «غودو» الذي خالوا أنه لن يأتي، فإذا به يُطلّ على اللبنانيين حاملاً لهم المحكمة التي عبرت أمس الشاشات اللبنانية والعربية سريعةً كنيزك! هكذا، رغم انطلاق أعمال المحكمة الخاصة بلبنان، أو ما يعرف بالمحكمة الدولية، بدت أغلب المحطات شبه غائبة عن الحدث. لكن... «أخبار المستقبل» كانت هنا طبعاً، لتواكب هذا «اليوم التاريخي. يوم فصل في تاريخ منطقتنا العربية... يوم استثنائي بكل المعايير» كما علّق منير الحافي.
خصّصت «أخبار المستقبل» إذاً يومها لمواكبة الحدث، من نشرات الأخبار المتلاحقة إلى التقارير الخاصة بأعمال المحكمة، مروراً بالأرقام والإحصائيات التي أعدّتها سحر الخطيب وقدّمها شربل عبود. هكذا ذكّرنا عبود بالمحاكم الدولية التي أنشئت في العالم لمحاكمة المتّهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، من سلوبودان ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا إلى بول بوت في كامبوديا، من دون أن ننسى أوغوستو بينوشيه في تشيلي. وأنهى التقرير بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري «التي نفّذها إرهابيون» ضمن سلسلة «جرائم ضدّ الإنسانية»! غير أن مظاهر «النصر» التي تستبق نتائج المحكمة، لم تقتصر على التقارير، بل تجاوزتها إلى الفواصل الإعلانية والأفلام الترويجية للبرامج التي بشّرتنا نحن المشاهدين بأن العدالة ستنال من المجرمين «مهما طال الزمن». وفيما نقلت كلّ من «الجديد» وOTV و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق المحكمة عن «أخبار المستقبل»، فضّلت قناتا «المنار» وNBN الاستمرار ببرامجهما المعتادة.
فضائياً، بدا التفاوت واضحاً بين تغطية «الجزيرة» و«العربية». إذ خصّصت الأخيرة فترات طويلة من نشراتها الإخبارية للحديث عن المحكمة، والتذكير بعملية الاغتيال، وما تلاها من حوادث أمنية. كذلك قدّمت تقارير سلّطت فيها الضوء على علاقة الحريري الأب مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وعلى الدور السوري في لبنان. وطبعاً استقبلت نجوى قاسم «الصحافي الملك» عقاب صقر ليذكّرنا بأن «سوريا هي المتهمة الأولى بالجريمة».
أما «الجزيرة»، فاكتفت بنقل الجلسة الافتتاحية لأعمال المحكمة، إضافة إلى توافد المواطنين إلى ضريح الحريري في ساحة الشهداء. كذلك استقبلت النائب مروان حمادة في «ضيف المنتصف» ليتحدّث، وقد استعاد هدوءاً مفاجئاً لمن يتابع أداءه منذ سنوات، مؤكّداً أنّ الحكم النهائي تصدره المحكمة.


«العربية» في الميدان