صباح ايّوبجوائز «سيزار» الفرنسية في دورتها الـ 34 أخذت الجميع على حين غرّة. وكانت المفاجأة بادية على الجمهور أول من أمس، خلال حفلة تسليم التماثيل الشهيرة التي تحمل اسم مصممها النحات الفرنسي المعروف. على عكس كلّ التوقعات، سحب «سيرافين» للمخرج مارتان بروفو البساط من تحت «ميسرين» لجان فرانسوا ريشيه الذي كان مرشحاً لعشر جوائز لم يفز منها سوى بثلاث مقابل سبع لمنافسه غير المتوقّع. فضلاً عن «سيزار» أفضل فيلم، نال «سيرافين» جائزة أفضل سيناريو لمارك نور الدين ومارتان بروفو، وأفضل صورة وأفضل موسيقى وأفضل ديكور وأفضل أزياء. كذلك منحت بطلته يولاند مورو جائزة أفضل ممثلة عن تأديتها شخصيّة «سيرافين». ويروي الفيلم قصة حياة سيرافين لويس المعروفة بـ«دو سينليس» (1864 ـــ 1942) وهي المرأة العصامية التي عملت خادمة قبل أن تصبح رسامة، وتعرف الشهرة وتموت فقيرةً في مستشفى للأمراض العقلية. واللافت أنّ ميزانية الفيلم متواضعة جداً مقارنة بالإنتاجات الضخمة لباقي الأفلام ولم تكن نسبة مشاهدته ضخمة (500 ألف مشاهد إلى اليوم).
أما «ميسرين» الذي فاز بـ«سيزار» أفضل إخراج لجان فرانسوا ريشيه، إضافة إلى أفضل ممثل لفنسان كيسيل، وأفضل شريط صوتي، فيدور حول المجرم الفرنسي الشهير الذي لقّب بـ«عدوّ الشعب رقم واحد»، وحيّر الشرطة زمناً طويلاً قبل أن يسقط برصاصها عام 1979. وفاز «اليوم الأول من عمرك الباقي» بثلاث جوائز «سيزار»: أفضل ممثلة واعدة لديبورا فرانسوا، وأفضل ممثل واعد لمارك أندريه غروندان، وأفضل مونتاج. يروي الفيلم سيرة خمسة أفراد من العائلة نفسها، على مدى 12عاماً، بطريقة إنسانية مؤثرة.
ومن المفاجآت أنّ فيلم لوران كانتي «بين الجدران» الذي حاز السعفة الذهبية في «مهرجان كان» الأخير، اكتفت الأكاديمية بمنحه جائزة أفضل سيناريو مقتبس عن كتاب وضعه فرانسوا بيغودو الذي يمثل في الفيلم. مفاجأة أخرى هي أن الشريط الكوميدي «أهلاً بكم عند الـ Ch'tis» خرج من عرس الـ«سيزار» خالي الوفاض. علماً بأن فيلم داني بون الذي يلعب على الكليشيهات السائدة عن أهل الشمال الفرنسي، حقّق إقبالاً قياسياً (عشرون مليون تذكرة في فرنسا). وأخيراً حصل « فالس مع بشير» للإسرائيلي آري فولمان على جائزة أفضل فيلم أجنبي (وهنا نترك القارئ مع مقالة الزميل أسعد أبو خليل، السبت ما قبل الأخير). وفازت أنييس فاردا بـ«سيزار» أفضل فيلم وثائقي عن «شواطئ أنييس». كذلك حاز النجم الأميركي داستين هوفمان «سيزار» شرفاً في الاحتفاليّة التي وجّهت له تحيّة خاصة.