علاء اليوسفيلكنّ الجدار الاجتماعي في وجه «نصف المجتمع» لم يكتمل. سرعان ما وجدت المرأة ثغراً دخلت عبرها إلى التجارة، وإن فُرض عليها توكيلها إلى رجل، وعبر الفنون والرواية. إذ شكّلت محركاً في الطفرة الروائية التي حدثت في السنوات الأخيرة، وطغت عليها معاناتها. وهذه حال روايات «ملامح» لزينب حفني، و«جاهلية» ليلى الجهني، و«بنات الرياض» لرجاء الصانع...
هذه الانتفاضة النسويّة بيّنت صحة ما تنبأ به الطيب صالح منذ عقود بأنّ الرواية في السعودية ستكتبها المرأة. إذ شهدت السنوات الأخيرة صدور 150 رواية أغلبها لكاتبات وجزء منها بأسماء مستعارة. وهذا يدل على أنّ الأدب كان وسيلة للتفريغ. هذا المعدّل لم يشهده الأدب السعودي قبلاً، إذ ظهرت أول رواية تكتبها امرأة عام 1963، مع «بريق عينيك» لسميرة خاشقجي. وطوال الستينيات والسبعينيات، لم تظهر سوى 13 رواية نسويّة مقابل 39 رواية للرجال. وكشفت دراسة حديثة شملت 45 رواية نسوية قام بها الباحث منصور المهوس أنّ صورة الرجل في الرواية النسوية السعودية هي صورة المتسلّط والعابث.
لكن الطريق ما زالت طويلة. منذ شهرين فقط، ألغيت أمسية كان يُفترض أن تحييها الشاعرة والإعلاميّة السعوديّة حليمة مظفّر. وكان يُفترض أن تلقي قصائدها بمشاركة عبد العزيز الشريف ومحمد الغامدي، بدعوة من «نادي الجوف الثقافي»، أمام جمهور مختلط من النساء والرجال... واحتجّ متزمتون على هذا «الاختلاط» المشين، فما كان منهم إلا أن أحرقوا الخيمة التي كانت ستؤوي اللقاء.