نوال العليهذه المجلة أردنية المصدر، عربية الطابع رغم صعوبة توزيعها وانتشارها المحدود خارج الأردن، المسألة التي ستحل قريباً بتأسيس موقع إلكتروني لها. تفرد في كل عدد ملفاً خاصاً بإبداع المرأة العربية، مثل ملفاتها عن إبداع المرأة في مصر والسعودية ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين، فضلاً عن الأبواب الأخرى المختلفة. تقول رئيسة التحرير القاصّة بسمة النسور إن معيار اختيار المواد يخضع لسوية الإبداع الذي تشرف عليه هيئة التحرير ممثلةً بالقاصّة جميلة عمايرة والروائية رفقة دودين والناقد نزيه أبو نضال.
لكن التفكير في مجلة تصدرها مؤسسة «أمانة عمّان» الحكومية يجعل المرء يبني صورةً مسبقة من ناحية الشكل أولاً، فلا بد من أنّها مجلة نظاميّة صارمة متجهمة بورق شاحب. لكن الحال على العكس من ذلك، فأنت ستمسك بين يديك مجلة من ورق فاخر ولامع، وغلاف أنيق تتصدره صورة إحدى المبدعات موضع اهتمام العدد.
وإذا قلنا إنّ «تايكي» بأعدادها الـ36، نجت من نمطية الإخراج، فماذا عن المضمون؟ بل عن الرقابة؟ تؤكد النسور رئيسة تحرير منذ 7 أعوام أنّ الأمانة لم تتدخّل يوماً في مواد المجلّة لكن أليس هناك نوع من الرقابة الضمنية المتفق عليها؟ بالطبع، تمارس النسور رقابتها أيضاً وتؤكد أنّها ستمارسها حتى وإن كانت هي مالكة المجلة. لأنها غير متعلقة بسلطة خارجية بل بقناعات خاصّة، وقد حدث أن منعت مقالاً ضد الحجاب، لأنها رأت فيه تعدياً على مسألة تعتبرها شخصية، وتؤكد أنها كانت ستمنع أي مقال ضد السفور أو العري مثلاً، وللمعيار نفسه. إذاً، ليس من ضمن مهمات المجلة تثوير السجال في أمر يخصّ «الثالوث المحرّم». رغم كل هذه الظروف التي تحكمها شروط المجلة كإصدار من جهة رسمية وفي مجتمع محافظ، إلا أنّها نجحت في تقديم ثقافة جديّة، وقدّمت فرصة للمثقف للتعرف إلى أشهر رموز الأدب النسوي في العالم، عبر ملف خاص يصدر مع كل عدد ويتعلق بشخصية عالمية برزت في هذا الموضع مثل أليس ووكر، مارلين فرينش، أناييس نن، مارغريت أتوود، آيريس ماردوخ وغيرهن. وبتحول مقرّ المجلة إلى «بيت تايكي»، حيث تقام الأنشطة الثقافية، تكون «تايكي» قدّمت خدمةً لمدينة رمادية قلّما طال عمر المشاريع الثقافية فيها.