عمّان ـــ أحمد الزعتريوأخيراً، سيحظى الأردن بمحطّة إخباريّة مستقلّة هي المعروفة سابقاً باسم ATV. القناة التي حوصرت أمنيّاً وماليّاً وأُجبر مالكها السابق على بيعها، أصبحت اليوم ملكاً لشركة «المركز العربي» الإعلاميّة. ستبدأ المحطّة ببثّ النشرات والبرامج الإخبارية المتخصّصة، إضافة إلى الأخبار والبرامج الاقتصادية والرياضية، قبل شهر رمضان المقبل، على أن يبدأ البثّ الداخلي في شهر حزيران (يوليو) المقبل.
لا يمكن فعليّاً معرفة إذا كانت القناة ستنجح في البثّ نظراً إلى ماضيها غير المبشّر. إذ بدأت ـــــ تحت عهدة مالكها الأول محمد عليّان ـــــ بالبثّ الداخلي ووظّفت الكوادر قبل أن يبيعها عليّان إلى شركة حديثة التأسيس، باعتها بدورها لـ«المركز العربي» المنتشي بفوزه بجائزة «إيمي» العالمية عن مسلسل «الاجتياح».
لكن حتى الساعة، لم يتّخذ القيّمون على التلفزيون أي خطوة عمليّة باستثناء إطلاق اسم «المركز العربي للبث الإخباري» على المحطة. أما الباقي فاقتصر على تصريحات إعلاميّة أكدت أنّ القناة «ستسعى لتكون بمستوى مهني عالٍ يماثل السمعة التي تحظى بها القنوات العربيّة الكبرى».
لكن مَن سيحكم خطّها السياسيّ أو بالأحرى أجندتها السياسيّة؟ هل ستتبنّى الموقف الأردني الرسمي... من إيران مثلاً؟ وماذا عن المصطلحات المهنيّة: شهيد أم قتيل؟ أو أولويّات الخبر في النشرة؟ هل ستكون بروتوكوليّة تبثّ استقبالات «السجادة الحمراء» في المطارات، أم ستحمل طابعاً قوميّاً شعبويّاً؟ وأين ستجد مكانها بين صداميّة «الجزيرة»، واعتدال «العربيّة»؟
وفق المستشار الإعلامي لـ«المركز العربي» ياسر قبيلات، فإن همّ المحطّة الأول هو «مسّ وجدان المواطن والشارع الأردني والعربي، من خلال اجتهادات السياسات التحريريّة التي تصبّ باتجاه التعامل المهني الموضوعي، مع التزام المحطّة بالثوابت الأردنية: الملك والوحدة الوطنيّة ومؤسسة الجيش». كل ذلك «بنكهة حيويّة غير رسميّة تحمل هويّة أردنيّة». أمّا موضوع الرقابة، فيرى قبيلات أنّ «لا رقابة بالمفهوم الكلاسيكي في الأردن... لذا سنلتزم بالقانون معتمدين على مهنية المركز العربي طيلة 26 عاماً».
لكن إلى أيّ مدى ستنجح رؤية «المركز العربي»، مهنيّاً على الأقل، وخصوصاً أنّ عبد الحليم عربيّات وإبراهيم شاهزاده ـــــ مديران سابقان للتلفزيون الأردني الرسمي (جداً) ـــــ هما من كبار المسؤولين في المحطة الجديدة؟
هل يمكن لمتخرج مدرسة محافظة كالتلفزيون الرسميّ أن يكون قريباً من «وجدان الشارع»، نظراً إلى أن مشكلة الإعلام الأردنيّ أعمق من مجرّد مصطلحات مهنيّة أو أولويّات. إذ تكمن المشكلة في تسطيح مفهوم الحريّة من خلال إطلاق فضائيّات خاصة تهتم ببثّ الأغاني (الوطنيّة) 24/7 كمحطّة W.